مع تزايد اهتمام الجماعات المحلية بخدمة الإسعاف الطبي من خلال اقتناء سيارات الإسعاف من ميزانية الجماعة ، أو في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، أو في إطار هبة من إحدى الجهات الخيرية ، وظفت الجماعات سائقين لاداء هذه المهمة . الا ان وجود سائق واحد أو إثنين على الأكثر بأغلب الجماعات بإقليم الفقيه بن صالح ، جعل هذه الفئة تعاني كثيرا وفي صمت ، وفي نفس الآن تتلقى لوما وعتابا متزايدا من قبل الساكنة ، خصوصا وأن سائقا وحيدا لن يلبي جميع الرغبات ، أو حتى سائقين ذلك حسب مساحة الجماعة والكثافة السكانية . ولذا تعتبر قضية خدمة الإسعاف وتنظيمها من بين القضايا التي يجب على المسؤولين والفاعلين إعادة النظر فيها . لاعطلة ،لا تعويضات ،لاراحة ،لا استمتاع بالحياة الأسرية والعائلية كباقي الموظفين…لاءات كثيرة ترتبط بحياة سائق سيارة الاسعاف التابعة للجماعات القروية بالفقيه بن صالح .مهنة أضحت من أصعب المهن لعدم ارتباطها بفترة زمنية محددة من جهة ، وللأخطار المحدقة بالسائق جراءالامراض المتنقلة من الاحتكاك اليومي بالمرضى دون وقاية أو حماية أوتأمين ، وخاصة المختلين عقليا أثناء نقلهم إلى إحدى المراكز بدون مصالح أمنية لحماية السائق أثناء تعرضه للاعتداء إلا قدر الله. الارهاق والتعب والبقاء في السيارة مدة طويلة والمعاينة اليومية للالام والجروح والامراض والانشغال المتواصل عن الاسرة والابناء , الحالات المستعجلة في وقت متأخر من الليل تقض مضجع السائقين خاصة أيام الصيف ومايرتبط به من أمراض ولسعات العقارب, ورغم ذلك فلا تكاد تجد لسائق سيارة الاسعاف شاكرا ولامعترفا بالجميل …هكذا عبر لي من التقيتهم من أصحاب هذه المهنة …لنا عودة في الموضوع بالتفصيل.