في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، أعلن عبد العزيز أفتاتي القيادي المثير للجدل في حزب العدالة والتنمية، عن اعتزاله من الحياة الانتخابية، بما فيها استحقاقات 7 أكتوبر المقبل، وذلك عبر رسالة مؤثرة لم تخل من الهمز واللمز والجلد تجاه قيادة حزب العدالة والتنمية. وأوضح أفتاتي في رسالة توصلت يقين برس بنسخة منها، أنه “للأسباب نفسها التي منعته من المساهمة في لائحة حزبه لانتخابات شتنبر الجماعية الماضية، ولأسباب أخرى موضوعية، فإنه يستصحب الموقف نفسه، من أي مهمة انتدابية انتخابية في المستقبل”. وكشف أفتاتي، أن “من أسباب اعتزاله الحياة الانتخابية، حرصه على حرية الرأي والموقف والمبادرة، وقطع الطريق على أي تدليس وتلبيس وخلط مُغرض بين مبادرات المناضلين المطلوبة وبين مقاربات هيآت ومؤسسات الحزب المعتمدة، وكذا التفرغ للتحصيل والقراءة ودعم نضالات قاعدة الحزب، وأطراف المغرب العميق وشباب وأطر المستقبل، والمساهمة في تجسير العلاقات مع القوات الإصلاحية المناهضة للاستبداد والفساد والعاملة من مختلف مواقعها من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية”. وأوضح أفتاتي في رسالته، أن “السياسة هجرة دائمة نحو المُثل العليا، وهي نبل ومبادئ وقيم وزهد وبذل وليست وضاعة ودسائس وسراب مواقع وغنم لسقط المتاع، والنضال أفكار متجددة والتزام رسالي وكفاحية ناجزة وشجاعة مبصرة وكدح إنساني في أرض الله الواسعة، وليس اجترارا متكلسا وتهافتا مهينا وترددا معيقا وتخاذلا مسقطا ونجوى حلقية”. أفتاتي ختم رسالته التي تعد سابقة في تاريخ حزب العدالة والتنمية بتوجيه “تحية إخلاص لمن وصفهم بشهداء ورموز وقادة الرأي من كافة مكونات الطيف الوطني الديمقراطي ممن تقاسم وإياهم مخاضات البذور والجذور والأمل”. وعبر أفتاتي عن “امتنانه للثقة الغالية للمواطنين والمواطنات، ولما قال عنه أدوارهم المفصلية في احتضان وإسناد التأسيس والمسار، وعن اعتزازه بالتفاني المستمر للمناضلين الرساليين في صدق ومودة، وصمت ورصانة ورفعة وشهامة”.