نظمت جمعية أسمسيل للتنمية بأيت اعتاب و بشراكة مع جمعية أكالينو بالرباط رحلة مدرسية لفائدة 50 تلميذة نزيلة بمركزي مأوى الفتاة القروية اللذين تشرف جمعية أسمسيل على تسييرهما. امتدت الرحلة من 8 إلى 12 أبريل 2015 و قد جاءت هذه الرحلة استجابة لرغبة التلميذات في زيارة شاطئ من شواطئ المغرب بحكم أن أغلبهم ما سبق لهن أن غادرن منطقتهن الجبلية. تعتبر هذه الرحلة ثمرة الشراكات بين مؤسسات المجتمع المدني حيث أن جمعية أسمسيل سبق لها أن استقبلت جمعية أكالينو بمنطقة أسمسيل و عرفتها بمركزي إيواء الفتاة القروية كما نظمت جولات قصيرة لاستكشاف المنطقة على شرف ضيوفها. 1- تمويل الرحلة: تكفلت جمعية أكالينو بمصاريف إيواء و إطعام 50 فتاة في نادي الجمعية الثقافية و الرياضية لوزارة الفلاحة ACSA الكائن قرب معهد الزراعة و البيطرة بالرباط كما تكفلت بمصاريف النقل داخل الرباط و الضواحي بواسطة حافلتين و ضعتهما رهن إشارة الزائرات والمرافقات و المرافقين. أما مصاريف النقل من أيت اعتاب إلى الرباط ذهابا و إيابا فقد تكفلت به جمعية EMA (Enfance Maghreb Avenir) بالبيضاء. تحملت جمعية أسمسيل مصاريف نقل و إطعام و إيواء 3 أعضاء من الجمعية و 2 مرافقات طباخات بمراكز الإيواء . 2- برنامج الرحلة: بالإضافة إلى هذه الأنشطة شاركت بعض الفتيات في أنشطة رياضية كل صباح تحت إشراف عضو الجمعية المرافق. 3- ظروف الإقامة: كانت الإقامة بنادي الجمعية الثقافية و الرياضية لوزارة الفلاحةACSA و قد وزعت النزيلات على 14 حجرة نوم تتسع لأربعة أشخاص و هي مجهزة بتلفاز و مرحاض و حمام بالماء الدافئ. المركز يحتوي على مطعم و ملاعب وقاعة رياضة و مرافق للصغار و مسبح. كانت وجبات الأكل متوسطة الجودة و ظروف النوم جد هادئة. وضعت جمعية أكالينو رهن إشارتنا حافلتين للتنقل داخل الرباط و ضواحيها. كما حرصت الجمعية المضيفة على أن تكون حاضرة ببعض أطرها في كل الأنشطة. تكفلت جمعية أكالينو بتوفير الدواء لكل نزيلة تعاني من مشكل صحي ما كما منحت الفتيات عدة هدايا رمزية بالإضافة إلى أكياس تحتوي على منتجات معمل "داري" 4- ارتسامات المستفيدات من الرحلة: عموما امتثلت المستفيدات لجميع أوامر المؤطرات و لم يسجل أي حادث يستحق الذكر. تميزت زيارات المآثر التاريخية و المعاهد العليا و المؤسسات الترفيهية باهتمام كل الزائرات و قد استحوذ الخجل على أصغرهن و لم يستطعن التعبير على بهجتهن على عكس تلميذات المستوى الثانوي اللائي أفرطن أحيانا في التعبير على فرحتهن. قسمت التلميذات إلى 7 مجموعات على رأس كل منها مسئولة لتسهيل مراقبة الحضور و تسهيل تحرير تقارير حول ما شاهدنه و تعلمنه أثناء الزيارات. أما زيارة الشاطئ فتميزت بارتماء أغلب المستفيدات و خاصة منهن صغيرات السن في مياهه الباردة و بلهفة بملابسهن غير عابئات بالبلل و لا بالقشعريرة. التلميذات لم يكتمن إعجابهن بكل النساء المسؤولات اللائي التقين بهن حيث يتحلقن حولهن و يأخذن صورا تذكارية معهن. و قد شاءت الصدفة أن يتعرفن على سائحتين فرنسيتين في موقع لوداية ليختبرن مستواهن في اللغة الفرنسية و يعين بمدى تدنيه و عدم قدرتهن على التواصل معهن، لعل أن يكون هذا الحادث حافزا قويا لمراجعة أنفسهن فيما يخص الاجتهاد في تعلم اللغات الأجنبية. 5- و ختاما: أعترف و بشهادات كل التلميذات أن هذه المبادرة للاهتمام بالعنصر البشري كانت أرقى نشاط حققته جمعية أسمسيل للتنمية. كما أعتبر أن آثار الاستثمار في البنيات المادية (بنايات، تجهيزات...الخ) قد تبلى و تتآكل مع مرور الزمان بينما التأثير الذي تخلفه مثل هذه الأنشطة في نفوس المستفيدات قد يخرجها من عزلتها و ينمي شخصيتها و يرقى بها لتحس بأنها مواطنة كاملة و أن لها مسؤولية داخل هذا الوطن. فلولا المجهودات التي بدلتها الجمعيات الشريكة ما رأى هذا المشروع النور. صالح بوبري (كاتب عام جمعية أسمسيل للتنمية)