في إطار الأنشطة العلمية التي ينظمها المجلس العلمي المحلي لأزيلال بالمؤسسات التعليمية، وبمناسبة ذكرى المولد النبوي الكريم لموسم 1436 من الهجرة النبوية، نظم المجلس العلمي ندوة علمية تحت عنوان [الاقتداء بالنبي الكريم دراسة قرآنية] يوم الجمعة: 20 فبراير 2015، بالقسم الداخلي لثانوية سد بين الويدان التأهيلية بمدينة أفورار على الساعة السابعة والنصف ليلا، وشارك في تأطير محاورها السادة الأساتذة: § ذ. عمر الطاهري أستاذ اللغة العربية بالثانوية التأهيلية. § ذ. محمد كسوة أستاذ التربية الإسلامية بنفس الثانوية. § ذ. قاسم خداش مرشد ديني تابع لوزارة الأوقاف لإقليم أزيلال. الكلمة الافتتاحية: تقدم الأستاذ [سعيد المنجا] مدير هذه الندوة بكلمة مختصرة، شكر فيها ابتداءً السيد الحارس العام للداخلية [ذ. الشرقي العويني]، والسيد مدير الثانوية والسيد الناظر، وغيرهم من الطاقم الإداري على حسن تفاعلهم، وحرصهم على إنجاح هذه الأنشطة الفنية والدينية والثقافية التي يسهر المجلس العلمي على تنظيمها، كما تقدم بالشكر الجزيل لفئات التلاميذ والتلميذات نزلاء القسم الداخلي، الذين يملأ الحماس والشوق قلوبهم إلى مثل هذه الندوات المباركة. وثَمَّن عاليا جهود المجلس العلمي على مثل هذه المشاركات السنوية الراتبة. مضامين الندوة العلمية: نظرا لما تكتسيه مناسبة المولد النبوي من أهمية في قلوب المغاربة، وما تستلزمه مقتضيات الإيمان بالنبي الكريم، والاحتفاء بمولده وتذكر مناقبه وفضائله، ركز السادة المؤطرون على جوانب الاقتداء ومبادئها ودلالاتها ومستلزماتها، خاصة في حياة هذه الفئة الناعمة، فئة الشباب التي تتطلب حذرا زائدا وعناية فائقة من قبل المربين والوعاظ وكل المهتمين، لأنها فئة عمرية مرنة، تقف على مفترق طرق، بين حضارة سائبة، تبيح الخبائث والمنكرات، وثقافة بالية موروثة، تغير المفاهيم وتطمس الحقائق، وبين هذه الطريق وتلك، تسطع أنوار هذا النبي الكريم، لترسم للشباب خطا مستقيما، يأخذ بالنافع ويترك الفاسد، يتبع الحكمة ويتخلى عن الرذيلة، ولا يضره أنى وجد الحكمة والنفع لدينه ودنياه. انكبت المداخلة الأولى التي تقدم بها الأستاذ [عمر الطاهري] تحت عنوان (مفهوم الاقتداء في القرآن الكريم) على كشف حقيقة المفهوم القرآني [القدوة] الذي نطق به الوحي، والتذكير بالأوصاف الشرعية المطلوبة في كل قدوة طيبة، وأبرزت المداخلة الثانية التي ألقاها الأستاذ [قاسم خداش] تحت عنوان (مبادئ للاقتداء بالنبي الكريم)، المبادئ الأساسية لتحقيق مفهوم الاقتداء واقعا وسلوكا، مع الإشارة إلى بعض ما يقتضيه المقال من نماذج وأمثلة، ولم تغفل المداخلة الثالثة التي تقدم بها الأستاذ [محمد كسوة] تحت عنوان (الشباب بين الاقتداء النبوي والاستلاب الحضاري) عن التمييز بين الاقتداء بالمفهوم الشرعي، وبين الاستلاب الحضاري الذي يستنسخ في واقعنا صورا سلبيا للإنسان الغربي في تقاليده وثقافته، والتي لا تنسجم مع تعاليم الدين وأعراف المجتمع المغربي المسلم. المناقشة والحوار: وبعد الانتهاء من المداخلات التي نالت بحق استحسان تلاميذ القسم الداخلي كلهم، فتح باب الحوار والاسئلة المكملة لمضامين المداخلات، واستفسر التلاميذ كعادتهم عن القضايا اليومية التي تلامس واقعهم، في مثل توسع التمدن الحضاري وتسرب تقاليد الإنسان ما وراء البحار إلى ديار المسلمين، وحِدَّة التواصل الإلكتروني المهول، وظهور بعض العادات السيئة في المجتمع؛ إلى غير ذلك من القضايا الحقيقية والأسئلة الواقعية. وبعد الردود والإجابات المطلوبة، تقدمت إحدى التلميذات بكلمة مختصرة نيابة عن تلاميذ القسم الداخلي كافة، عبرت فيها عن مشاعر الصدق والإخلاص لهذه الأنشطة التي ينظمها المجلس العلمي، والتي تساهم بشكل إيجابي في دعم ثقافة شبابنا، ومؤانستهم والاستماع إلى همومهم وطموحهم. الختم والدعاء: اختتمت الندوة بدعاء صالح، يستمطر العون والنصر والتأييد لأمير المؤمنين حفظه الله تعالى، ولكل من يسعى لبناء صرح هذا البلد من علماء وأمراء ومسؤولين. والشكر موصول إلى كل من ساهم في تنظيم هذه التظاهرة الدينية، من أطر وأساتذة وتلاميذ، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنجز هذا التقرير السيدان: ذ. سعيد المنجا: واعظ مع المجلس العلمي ذ. محمد كسوة صحفي مؤطر للندوة