في مشهد جنائزي مهيب، شيع الآلاف من المغاربة جثمان الراحل عبد الله باها ظهر يوم الثلاثاء 16 صفر الخير 1436 ه الموافق ل 9 دجنبر 2014 بمقبرة الشهداء بالرباط ، بحضور الأمير مولاي رشيد وجميع وزراء حكومة العدالة والتنمية وشخصيات سياسية وعسكرية وازنة، و السفير السعودي وبعض مستشاري الملك و ممثلي الهيئات السياسية بمختلف ألوانها وتوجهاتها والنقابية والإسلامية وأعضاء الحزب ومتعاطفيه الذين تقاطروا على الرباط من جميع الجهات والأقاليم وعموم المواطنين. الكل تأثر بالظروف المأساوية التي لقي فيها الراحل مصرعه إثر دهسه بقطار في نفس المكان الذي لقي فيه المرحوم الزايدي مصرعه بواد الموت "الشراط" ببوزنيقة ، واجمعوا في تصريحاتهم على فضائل الرجل ومصداقيته و حكمته واعتداله ودوره الكبير في خلق التوافقات وإزالة الشحناء من المشهد السياسي المغربي . فمنذ الساعات الأولى لصباح يوم الثلاثاء بدأت جحافل المشيعين تتقاطر على منزل رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران بحي الليمون لتعزيته في وفاة صديق عمره وكاتم أسراره وبوصلة الحزب والحكومة ، إنه الحكيم عبد الله باها وزير الدولة في حكومة بن كيران . وكانت الشخصيات المختلفة تصل تباعا إلى بيت بن كيران لتقديم التعازي والمشاركة في جنازة الراحل كان على رأسهم الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي . بعد قراءة سورة " يس " وسور أخرى من القرآن الكريم، تم إحضار جثمان الراحل عبد الله بها مسجى في ثابوت ، ومغطى بالعلم الوطني، ووضع أمام عبد الإله بن كيران وباقي المعزيين ليلقون عليه نظرة الوداع، ويدعون له بالرحمة والمغفرة قبل تشييعه إلى مثواه الأخير . انطلقت جنازة الراحل من بيت عبد الإله بن كيران الذي تحتفظ جدرانه و كل ركن فيه بذكريات تشهد على عمق العلاقة والصداقة والأخوة التي تجمع الرجلين والممتدة لسنوات بعيدة . بعد الوصول إلى مسجد الشهداء المطل على البحر، أقيمت صلاة الظهر وبعدها صلاة الجنازة على رجلين باها ورجل آخر اقتضت إرادة الله تعالى أن يدفنا في يوم واحد، وتصلى عليهما صلاة جنازة واحدة . بعد الصلاة انطلقت حجافيل المشيعين صوب مقبرة الشهداء، حيث دفن عبد الله باها أمام أنظار عبد الإله بن كيران الذي كان يرتدي جلبابا أسود يعبر عن عميق حزنه لفراق نصف الآخر، وأجهش بن كيران بالبكاء وهو يرى جثمان صديقه يوارى الثرى إلى جوار المجاهد الراحل عبد الكريم الخطيب مؤسس حزب العدالة والتنمية .