توجهت الى أكاديمية التعليم بجهتي المباركة ، طبعا كأي موظف مغربي يتابع مسار مراسلاته للحصول على جواب و ليسأل عن مصيرها. دخلت على السيد المسؤول المحترم جدا ألقيت عليه التحية . -فقال لي نعم ما الأمر . -قلت له جئت من أجل الحصول على ترخيص متابعة الدراسة. -اجابني بأريحية لم نشتغل عليهم بعد، و جميع الطلبات موجودة أمامك انظر اليها ، فعلا حذّقت النظر فيها ،فاذا بي اجدها بزاوية المكتب كأنها تنتظر ساعة وضعها في القمامة أو سلة المهملات . -فقلت له ما الأمر ؟ نحن ننتظر هذه التراخيص و راسلناكم في الوقت المحدد و القانوني . -قال لي ، لم نتلقى بعد الأمر ، بالاشتغال عليها و لا بإعدادها من السيد الوزير المحترم -حتى هو محترم جدا-. -فقلت له ، هل جهتنا استثناء ؟ و قلت مستغربا !!! أنا لي من المعارف بجهة كلميم حصلوا على هذا الترخيص ، و اعتقد أن ما يسري على أهلنا بالجنوب هو ما ينبغي أن يكون عندنا . -فأجابني هذا المسؤول المحترم -قلت لكم سابقا محترم جدا- أن هؤلاء الذين قدّموا التراخيص للأساتذة هناك خالفوا تعليمات السيد الوزير . -أنا هنا أطبق تعليمات السيد الوزير ، و اجزم لك أنه سيتابعهم ، بل سيتابع حتى الأساتذة الذين وضعوا طلبات الترشيح بالجامعات و سيصدر تعليماته بعدم قبولهم . مسؤول في غيبوبة أم يتغابى ؟ -فقلت ، هل هناك مذكرة كتابية تؤكد صحة زعمكم ؟ هناك قاعدة قانونية تؤكد على تعليل القرارات الادارية ، بمعنى أن أي قرار ينبغي أن يصدر بنص قانوني : مذكرة، مراسلة ....حتى تكون حجة قانونية أولا ندافع بها عن قراراتنا ، و ندفع بها أي جدال أو احتجاج قد يلوح في الأفق . لست ادري كيف غابت هذه الأمور عن صاحبنا هذا ؟ فهل يعيش فقرا قانونيا أم أنه غارق في غيبوبته ؟ إن منطق التعليمات الشفوية و الهاتفية هو ما يعطل حركة التطور و التغيير ، بل هو العقبة الكؤود لكل تحول ديمقراطي ، و هو استمرار للفساد ، و عنوان للاستبداد ،و رمز للطغيان و الحكرة. الجودة عار و ليست شعار . من الخطابات التي تروج لها المؤسسات الرسمية المحترمة مسكينة، خطاب الجودة، و منها جودة التدريس و عطاء المدرس ،بالله عليكم ، عن أي جودة تتحدثون ؟ و انتم تقتلون الفضول المعرفي و البحث العلمي عند أطر التعليم ، ان حرمان الأساتذة من متابعة دراستهم ضرب للجودة و اعتداء على الأجيال ، و احتقار لمجال العلم و المعرفة. ان تجديد المعارف و تنميتها داخل الجامعات – المحت ...رمة- واجب اخلاقي وواجب وطني ، و حق من حقوق التلاميذ الذين تعتبرهم الوزارة فوق كل اعتبار. اذن من العار ان نسمع حديثا عن الجودة في ظل المنع و الحيف الذي يطال رجال و نساء التعليم ، و من الظلم أن نسوق الوهم للآباء و الامهات و التلاميذ عندما نحدثهم عن الاصلاح ، و من العيب و العار ان نتحدث في المستقبل القريب عن المخطط الاستراتيجي لإصلاح التعليم – للإشارة فقط ، الان تتحدث الوزارة عن المخطط الاستراتيجي لإصلاح التعليم باعتباره اسمرار للمخطط الاستعجالي الذي عرف اجماعا من جميع الفاعلين على فشله - في ظل تمييز الأطر حسب المناطق الجغرافية . ان متابعة الدراسة حق ، و ليست منة و لا تفضلا من أحد على الأطر التربوية و الإدارية ، و أن متابعة الدراسة مكتسب ينبغي الحفاظ عليه ، و معلوم بالضرورة ان تحقيق هذا المكتسب شيء جميل و أن التراجع عليه أمر خطير لا ينبغي السكوت عليه