شهد مقر عمالة أزيلال زوال الاربعاء 30 يوليوز حفل الاستماع للخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى ال 15 لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين. هذا الحفل ترأسه عامل الإقليم لحسن ابولعوان عرف حضور رئيس المحكمة ووكيل الملك و الكاتب العام للعمالة وباشا المدينة ورؤساء المصالح الخارجية والأمنية من أمن ودرك وقوات مساعدة ووقاية مدنية .كما حضر حفل الاستماع شخصيات من المجتمع المدني والمنتخبون. خطاب الملك حمل رسائل جد هامة وقيمة حيث طرح جلالته عدة تساؤلات، وذلك من منطلق الأمانة العظمى التي يتحملها جلالته كملك لجميع المغاربة ، تساؤل جلالته حول الاختيارات هل هي صائبة وماهي الأمور التي يجب الإسراع بها وتلك التي يجب تصحيحها وما هي الأوراش والإصلاحات التي يجب التي ينبغي إطلاقها. و الهدف من هذه التساؤلات هو البحث عن الفعالية والنجاعة وعن أفضل السبل ليستفيد جميع المغاربة من مختلف المنجزات،على حد سواء, وقد قام جلالته بتشخيص يخص توزيع الثروة بين المواطنين، وأشار أن المغرب حقق معدل نمو مهم خلال السنوات الأخيرة ، لكن هذا النمو رغم أهميته ،كما أكد ذلك جلالة الملك ، "لم يتم توزيعه بشكل عادل" وقالَ الملك أنه عاينَ الفوارق الطبقية الكبيرة خلال زيارته لعدد من المدن المغربية، حيث تتركز الثروة الوطنية بين يدي فئة معينة وصغيرة من المغاربة فقط ، فيما تعاني قلة كبيرة من الشعب المغربي مع الفقر والهشاشة . ودعا عاهل البلاد الملك محمد السادس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وبنك الغرب إلى إعداد دراسة حول القيمة الغير المادية للمغرب منذ توليه العرش عام 1999 إلى نهاية سنة 2013 . ليس فقط لإبراز الرأسمال غير المادي للمملكة بل لوضعه كمعيار أساسي لمدى استفادة المغاربة من ثروة بلدهم ، على أساس أن تقوم الدراسة بتشخيص موضوعي للأوضاع مع تقديم توصيات للنهوض بها. موجها الحكومة والبرلمان وكل القوى الحية في المغرب إلى دراسة توصيات الدراسة والعمل على تفعيلها. وأشار جلالته أن نسبة النمو قد عرفت ارتفاعا ملحوظا على المستوى الاقتصادي بفضل اعتماد مخططات قطاعية طموحة كمخطط المغرب الأخضر،ومخطط الإقلاع الصناعي وغيرها بيد أن هذا التقدم لم يكن على حساب النهوض بالتنمية البشرية،التي يشهدها المستفيدون من برامجها،بكل مناطق المملكة،بأثرها المباشر في تحسين ظروف حياتهم ،وبدورها في محاربة مظاهر الفقر والإقصاء والتهميش ببلادنا. وهكذا يكون الخطاب الملكي قد أحاط بالجانب الاجتماعي للمغاربة واضعا نصب أعين جلالته توفير الاليات والسبل الناجعة لتحسين ظروف عيش رعاياه الأوفياء والعمل على أن يعم الرخاء جميع الطبقات وأن لاتبقى الثروات الوطنية حكرا على طبقة دون أخرى.كما أن الاحتفال بهذه الذكرى هو مناسبة سنوية للوقوف على أحوال الأمة.وقد جعل جلالته من هذه المناسبة كذلك وقفة تأمل وتساؤل مع الذات بكل صراحة وصدق وموضوعية حول ما طبع مسيرة جلالته من إيجابيات وسلبيات ،للتوجه نحو المستقبل بكل ثقة وعزم وتفاؤل وأن الحصيلة والأرقام لا تهم بل ما يهم جلالته هو التأثير المباشر والنوعي لما تحقق من منجزات في تحسين ظروف عيش رعاياه الذين كانوا دائما محور اهتمام جلالته في كل شيء. إن جلالة الملك ،إذن، يقود مغرب الألفية الثالثة بشكل فاعل ولافت وبخطى حثيثة نحو تثبيت صفة العدالة والديمقراطية التي توصف بها بلادنا منذ إطلاق جلالته أوراش الإصلاح المتواصلة.