أجبرت موجة الحرارة الشديدة في هذه الأيام الأخيرة بمدينة أفورار فئة الشباب و الأطفال و الرجال إلى مكوث البعض في منازلهم خلال النهار,هروبا من لفحات الشمس الحارقة و اللهيب القوي, و تعويضه بالسهر و اللعب بالليل, والبعض الآخر يضطر الى الخروج باحثين عن بديل وعن مكان الرطوبة و أجواء الانتعاش,والاستجمام في الوادي والعيون المتوفرة في مدينة أفورار كتغبولا و الرباط التي تتميز بالمياه العذبة الباردة و الصهاريج المائية في المناطق الفلاحية ( القادوس)... في الوقت التي تذهب فيه أطفال و شباب الميسورين إلى المسابح الخاصة و المخيمات و الشواطئ للترويح عن النفس و إطفاء لهيب الحرارة... إذ بعد الإفطار تعود الحركة إلى المدينة,تمتلئ شوارعها بكم هائل من النساء و الأطفال مكتسحين محلات بيع الألبسة للنساء و الأطفال, وبعد صلاة التراويح تكتظ الشوارع و المقاهي,وتمتلئ الحديقة اليتيمة عن آخرها,التي تعتبر الأكثر جاذبية للأسر و الشباب,حيث يتخذون أرضيتها المعشوشبة فراشا,يتبادلون فيها أطراف الحديث,و يتواصلون فيما بينهم في القضايا اليومية ... مدينة أفورار كباقي المدن الداخلية التي تعيش معاناة الجحيم و توهج الحرارة اللافح,نظرا لغياب المسبح العمومي للترفيه على صغارها و شبابها للتغلب على الحرارة المفرطة,رغم وجود مسبح مقفل تابع للمكتب الوطني للماء والكهرباء,و لا ملاذ لديهم إلا الوادي و العيون التي تستقطب أفواجا هائلة من أبناء المدينة,والبحث عن متنفس بعيدا عن الشمس الحارقة,و انهماك الأجساد الصائمة لتروي عطشها, تتجه هذه الفئات الفقيرة المحرومة نحو المياه, تستمتع بدغدغاتها, فتبدو الابتسامة على الوجوه,وتنشر المرح في القلوب,ويقضون أوقاتا جميلة في اللعب و اللهو في الماء فيما بينهم,يعبثون بأمواج هادئة,يصيحون... ينتشون...من البؤس و الحرمان يصنعون البهجة و السرور,ويرسمون الابتسامة البريئة على محياهم... لماذا لا يتم تحقيق حلم الأطفال بتوفير وخلق مسبح عمومي بالمدينة للاستجمام و البرودة بدل عرضة أطفالنا للغرق و الموت في اية لحظة؟ولما لا إنشاء منتزه يتوفر على حديقة للألعاب والترفيه,يحتضن الصغار من خلال المشاريع و التخطيطات في إطار مشاريع التنمية البشرية و الجهات المسؤولة؟ ...متى سيتم خلق فضاءات للاطفال لقضاء أوقات الفراغ و انتشالهم من التشرد و الضياع و الحرمان؟ ألم يحن الوقت للاهتمام بأطفال الفقراء و المهمشين الذين يعانون من شدة الحرارة ليل نهار؟