أشرفت سمية بن خلدون الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، يوم الجمعة 23 ماي 2013 بمقر كلية العلوم والتقنيات بمدينة بني ملال، على حفل تنصيب رئيس جامعة مولاي سليمان بوشعيب مرناري لولاية ثانية . في بداية كلمتها عبرت السيدة الوزيرة عن تشرفها بترأس حفل تنصيب الأستاذ بوشعيب مرناري ، الذي تم تجديد الثقة فيه من طرف السيد رئيس الحكومة رئيسا لجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ، بناء على اقتراح من السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ، وبعد مداولات وقرار المجلس الحكومي المنعقد بتاريخ 8 ماي 2014 ، وطبقا لنتائج اللجنة التي أشرفت على مسلسل انتقاء رئيس الجامعة ، حيث رتب بوشعيب مرناري من طرف اللجنة في المرتبة الأولى . ووجهت بهذا الصدد تهنئة لرئيس الجامعة على الثقة التي جددها فيه السيد رئيس الحكومة ، نظرا لملفه العلمي المتميز وتكوينه العالي والتجربة التي راكمها خلال مساره المهني بتقلده عدة مسؤوليات ، اعتبرتها الأساس في اختياره وضامن لنجاحه في مهامه . وأوضحت السيدة الوزيرة أن هذا التعيين يأتي في إطار تنزيل الفصلين 49 و 92 من الدستور ، واللذان يرومان تكريس مبادئ ومعايير الاستحقاق والكفاءة والشفافية وتكافؤ الفرص وعدم التمييز ، والسعي إلى المناصفة في مجال التعيين في المناصب العليا . وأكدت سمية بن خلدون أن القانون المنظم للتعليم العالي 01.00 أسس لاستقلالية الجامعة المغربية ، وحدد العناصر الضرورية لجعلها مؤسسة مسؤولة ومتجانسة مع مهامها الطبيعية ، والمتعلقة بالتأطير البيداغوجي والبحث العلمي ، كما أكد على ضرورة انفتاحها على محيطها الاقتصادي والاجتماعي ، وذلك في إطار دينامية دائمة تهدف تحقيق نمو حقيقي للمعرفة والمهارات ، وتأهيل الموارد البشرية القادرة على مواكبة الأوراش الكبرى للاقتصاد الوطني والمساهمة في الرقي المجتمعي . وشددت على أن الجامعة المغربية اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى ، بتنمية أدائها عن طريق تحسين المردودية الداخلية والخارجية والرفع من جودة التكوينات وملاءمتها مع حاجيات الشغل وكذا الارتقاء بمنظومة البحث العلمي ، والعمل على تأهيل وتقوية البنية التحتية والقدرة الاستيعابية ، وتحسين الحكامة والانفتاح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي . وذكرت السيدة الوزيرة بالأوراش العديدة التي فتحتها الوزارة لإعادة هيكلة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ببلادنا ، منها المراجعة الكاملة والشاملة لمقتضيات القانون 01.00 بتنسيق مع مختلف الشركاء في اتجاه خلق نجاعة أكثر لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي ، إضافة إلى الرفع بشكل كبير من الميزانية المخصصة للبحث العلمي بغية تحقيق طفرة علمية نوعية ببلادنا ، إلى جانب توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة على الصعيدين الوطني والدولي . كما أشارت إلى الأشواط المهمة التي تم قطعها في اتجاه إحداث الوكالة الوطنية لتقييم التعليم العالي والبحث العلمي كألية أساسية لحكامة جيدة للمنظومة ، مضيفة أن الوزارة أعدت مشروع في هذا الصدد صادق عليه المجلس الحكومي وأنه معروض الآن على أنظار المؤسسة التشريعية البرلمان . وفي ظل هذه الدينامية تضيف أصبح الدور المنوط برئيس الجامعة محوريا ، والمهام الموكولة له جسيمة تقاضي المساندة الكاملة من الجميع . واغتنمت كلمتها بالمناسبة للتنويه بالأساتذة الباحثين ورؤساء المؤسسات الجامعية والموظفين الإداريين والتقنيين على تعبئتهم ومجهوداتهم القيمة ، مجددة متمنياتها بالنجاح والتوفيق لرئيس الجامعة . من جهته ، عبر رئيس الجامعة السيد بوشعيب مرناري عن اعتزازه وسروره بتزامن حفل إعادة تنصيبه لولاية ثانية مع الزيارة الملكية الميمونة لجهة تادلة أزيلال ، والتي اعتبرها بمثابة دفعة للمضي قدما بتنمية الجهة نحو مدارج الرقي والتقدم . كما عبر عن سعادته بحضور مختلف الفعاليات في حفل إعادة تنصيبه رئيسا لجامعة السلطان مولاي سليمان ، لما له من دلالة وتأكيد على الدعم والمساندة لشخصه من أجل النهوض والارتقاء بهذه الجامعة الفتية . واعتبر الأستاذ مرناري أن تجديد الثقة فيه تكليف قبل أن يكون تشريفا ، واعدا بالاستمرار في العمل الممنهج والتصور الدقيق المرتكزين على الصدق والموضوعية والواقعية والمسؤولية ، والعمل مع الجميع لتطوير وتنمية هذه الجامعة لتؤدي الدور المنوط بها كقاطرة للتنمية المحليةعلى أكمل وجه . مضيفا أن ولايته الثانية بمثابة فرصة أتيحت له لمتابعة الانجازات التي تم التأسيس لها خلال ولايته المنتهية . وأكد مرناري عزيمته على اعتماد مبادئ عمل لخصها في : اعتماده على مقاربة تشاركية واسعة مع جميع مكونات الجامعة ومختلف الشركاء ، الاستمرارية والحفاظ على المكتسبات التي تحققت والتي أسهمت فيها كل هيئات الجامعة بمختلف مستوياتها ، وترسيخ قواعد متينة لثقافة الاعتراف بغية إبراز كفاءات ومؤهلات جميع العاملين بالجامعة وتقوية روح الانتماء إليها في أفق تثمين مكانتها باعتبارها قطبا متميزا على المستوى الجهوي والوطني والدولي وتوسيع وتطوير البنية التحتية والمعدات العلمية وظروف التكوين والبحث العلمي بالجامعة ، مواصلة المجهودات المبذولة لتحسين جودة التكوين واقتراح تكوينات جديدة تتناسب مع متطلبات المحيط السوسيواقتصادي وانتظارات الطلبة وتمكن الجريجين من ولوج أسهل وناجح للحياة المهنية ، توسيع وتطوير البنية التحتية والمعدات العلمية وظروف التكوين والبحث ، الاهتمام بالبحث العلمي وتثمين نتائجه ، الاعتناء بالأنشطة الموازية ... من جهتهم أكد عمداء الكليات الثلاث التابعة لجامعة السلطان مولاي سلمان ( الآداب والعلوم الانسانية ، المتعدد التخصصات ، العلوم والتقنيات ) في كلمة بالمناسبة ألقاها بالنيابة الدكتور أحمد الزغال عميد كلية العلوم والتقنيات أكدوا أن تجديد الثقة في الأستاذ بوشعيب مرناري رئيسا للجامعة لولاية ثانية هو دليل على النجاح الذي حققه للرقي بهذه الجامعة ، حيث عمل منذ تعيينه الأول في ماي 2010 على تطوير الجامعة الفتية رغم مجموعة من الاكراهات التي واجهته والتي تم تجاوزها بتظافر جهود الجميع ، كما تم تحقيق مجموعة من الانجازات منها وضع أنظمة داخلية للجامعة ولمختلف المرافق والمصالح التي أحدثت داخلها ، وتحقيق مجموعة من المشاريع كالبنية التحتية وتهيئة فضاءات الجامعة وبناء المدرجات وقاعات التدريس للاستجابة للعدد الهائل للطلبة بالجامعة الذي انتقل من 5700 ليتجاوز ال 20 ألف خلال الموسم الجامعي الحالي ، وبناء مركز للتحاليل وآخر للغات وحاضنة الحيوانات للتجارب ومشتل وبناية التكوين المستمر ، إضافة إلى مجموعة من التطورات في المجالات البداغوجية والبحثية وتعزيز العلاقات والشراكات مع الجامعات والمؤسسات المحلية والإقليمية والوطنية والدولية . منوهين بهذه المناسبة بالعمل الجاد والمثمر الذي قدمه بوشعيب مرناري منذ توليه رئاسة هذه الجامعة والسداد الذي أبان عنه في تدبير شؤونها رغم الصعوبات التي واجهته ، ومعبرين عن امتنانهم له لما بذله من جهود وتفان في العمل ولما يتصف به من خصال حميدة وإنسانية وسعة صدر وخبرة واسعة ، وهو ما يؤهله يضيفون لمواصلة تطوير جامعة السلطان مولاي سليمان لتستجيب لمتطلعات جميع مكوناته ، متمنين له التوفيق والسداد في مهمته . هذا وقد عرف الحفل في نهايته تقديم هدية رمزية للوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي من قبل رئاسة الجامعة وهي عبارة عن باقة ورد وتذكار لجامعة السلطان مولاي سليمان .