إن ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع اليوم بالذات هو حواري مع أحد الأصدقاء حول الأمازيغ و الإسلام و هو ما أفضى في النهاية إلى نشوب صراع بيننا ناتج عن سوء فهم لمطالب الحركة الأمازيغية و الإخوان الأمازيغ بصفة عامة, حيث أن هذا الشخص يعتقد أن الأمازيغ يكرهون العرب و يحاولون إخراجهم من المغرب بشتى الوسائل, و استشهد بأن أغلب الأمازيغ المتعصبون ملحدون و لا يؤمنون بالإسلام , و قوى موقفه بما يحيكه البعض حسب زعمه لضرب الإسلام و العرب عموما. لهذا الشخص و لغيره أقول أن شأن اللغة الأمازيغية شأن كل اللغات العالمية الأخرى, لأنها لا تقتصر على مجرد الكلمات و لا الجمل بل هي هوية راسخة ضاربة في جذور التاريخ, و لا تقبل التجزؤ و الإنقسام, فالأمازيغ شعب عاش و لازال يعيش في موطنه الأصلي الذي يشمل منطقة تامازغا بشمال القارة الإفريقية. أما العرب فيرجع أصلهم إلى دول المشرق العربي كاليمن و السعودية و شبه الجزيرة العربية عموما, غير أن توافدهم إلى شمال إفريقيا لنشر الإسلام في العالم الأمازيغي جعل العرقين في صراع دام لعقود قبل أن تهدأ الأمور و يستقر الحال و تضع الحرب أوزارها, أي أن العرب مجرد ضيوف في بلاد الأمازيغ و على المضيف أن يكرم ضيفه بكل ما تأتى له من وسائل الراحة و يحسه بالأمن و الأمان, و هو ما حصل عليه العرب بل زادوا على ذلك و حكموا المغرب و لازالوا و أخذوا كل سهلة و تركوا للأمازيغي كل صعبة و قبلها المسكين بصدر رحب. و لسنا نحاسب العرب على ما اقترف أجدادهم من قتل و سبي و اغتصاب و سرقة أموال الأمازيغ و السطو على أراضيهم تحت لواء الفتوحات الإسلامية, و لسنا هنا لإرجاع الماضي الأليم و لا لتذكر المآسي التي جعلت من الأمازيغ أتباعا بعدما كانوا متبوعين, و سوف لن نخوض في ادعاءات العرب بالفتح الإسلامي الذي يقنعون به السذج من الناس و يتعاطف معهم البعض الآخر ليس لإقتناعهم به و لكن للعاطفة و الآصرة الدينية التي تجمعنا. بل سالت دماء الأبرياء فيما سموه بالفتوحات, و أخذوا الأطفال المساكين كأسرى و استحيوا النساء و ذبحوا الرجال المقاومين و غير المقاومين, و باغتوا النيام و قتلوا الآلاف منهم و سموا ذلك فتوحات إسلامية, و ليس هذا سوى حرب. و لتبرير تلك الجرائم الشنيعة جاؤوا بأحاديث نسبوها للرسول الكريم حتى تتقوى عزيمة المقاتلين و يزداد أملهم بالفوز بالجنة, و من جملة تلك الأحاديث ما يلي: ففي مسند الإمام أحمد بن حنبل جاء الحديث كالتالي: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن القاسم بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن القاسم بن البرحي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أخرج صدقة فلم يجد إلا بربريا فليردها. و البربري يقصدون به الأمازيغي أما الحديث الثاني فقد رواه أحمد في مسنده أيضا فقال: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج قال: ثنا عبد الله بن نافع قال: حدثني بن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: "جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :من أين أنت قال: بربري، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: قم عني، قال بمرفقه كذا، فلما قام عنه أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم" وروى الطبراني كذلك في "المعجم الكبير": "حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري, ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا وهب الله بن راشد المعافري ثنا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: الخبث سبعون جزءا، للبربر تسعة و ستون جزءا وللجن و الإنس جزء واحد" . وروى الطبراني أيضا في "المعجم الكبير": "حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا بن لهيعة حدثني يزيد بن عمرو المعافري عن مولى لرفيع بن ثابت، أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم اشترى جارية بربرية بمائتي دينار، فبعث بها إلى أبي محمد البدري من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم، و كان بدريا فوهب له الجارية البربرية فلما جاءته قال: هذه من المجوس التي نهى النبي صلى الله عليه و سلم عنهم والذين أشركوا. و قد وردت أحاديث كثيرة في مصادر متعددة تشمل الكتب التي نعتبرها من الصحاح, و لا تتسع رقعة المقال لذكرها كلها أو الخوض فيها, و سوف لن أناقش صحة الأحاديث من عدمها لأن ذلك سبق أن أسال مدادا كثيرا و اتفق الجمهور بعدم صحة تلك الأحاديث و اعتبروها موضوعة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: إذا آمنتم حقا أن تلك الأحاديث موضوعة, لماذا تستمرون في طباعتها و لا تتجرؤون على مسحها من على المصادر التي نعتبرها كمسلمين صحيحة؟ و الحقيقة أن تلك الأحاديث لم تأت هباء, فقد جاءت لخدمة السياسة فترة معينة و لإحكام القبضة على الأمازيغ و إقبار هويتهم و شرعنة التصرفات التعصبية التي يقوم بها العرب آنذاك تجاه الأمازيغ. و نحن اليوم لا نسعى لزرع الفتنة بين الأشقاء و لا نريد خلق المزيد من الإشكالات, بل نطالب بما هو مشروع ألا و هو تكريس الهوية الأمازيغية إلى جانب العربية بحكم أن العرق الأمازيغي يسود البلاد, و من حقه أن يستشعر هويته و ثقافته, في الشارع و داخل المؤسسات العمومية و في المدارس و على القنوات التلفزية و الإذاعية. و نطالب كذلك العرب أن يدرسوا الإسلام جيدا قبل أن يدرسوه لنا, لأن بعض الأئمة المتعصبون منهم يقول بصحة الأحاديث الموضوعة و التي أسلفنا الذكر عنها, بل تعدى الأمر ذلك إلى تخصيص خطبة كاملة لذم اللغة الأمازيغية باسم الإسلام و المسلمين, و لم أقف في الإسلام على حديث واحد صحيح أو آية واحدة تذم عرقا على حساب آخر, فكيف بإمام يخصص موضوع خطبته لتحقير اللغة الأمازيغية و تمريغها في الأوحال بناء على الزيف من الأقوال. و نحن كأمازيغ أحرار و كمسلمين, ندين بشدة كل كلام جارح في حق الأمازيغ و هويتهم خصوصا إن صدر من إمام و خطيب, و هو الأمر الذي يحيلنا إلى المطالبة بضرورة تغيير الخطاب الديني و إعادة تكوين الأئمة وفق منظور شمولي يراعي الخصوصيات الثقافية للبلد و يؤطر كل أصنافه العرقية, ففي النهاية نبقى كلنا مواطنين و لا يحق لأحد أن يحقر الآخر تحت أي ظرف كان و باسم أي كان. و في الختام أحيلكم إلى البعض مما جاء في خطبة الإمام المزعوم كما وردتني على بريدي الإلكتروني من طرف صديق ثقة, و لكم الحكم. قال الخطيب: أقف اليوم هده الوقفة على منبر الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما رغبت أن أقف وقفة اليوم ولقد قدمت رجلا وأخرت أخرى ولقد تقهقرت مرارا وتكرارا وفكرت مرارا وتكرارا على أن لا أتعرض لهدا الموضوع ولكن قد طفح الكيل وبلغ الكيل الزب؟ فكان لابد من وقفة لإعلاء الحق ونصرة دين الله مصداقا لقول عائشة رضي الله عنها الذي رواه ابو داوود في سنده الصحيح "وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها " أيها الإخوة لابد من هده الوقفة لأن الأمر خطير ؟ وما دفعني لتكلم عن هدا الموضوع الذي أريد أن أتناوله اليوم هو احد بني جلدتنا ؟الأمازيغ- والى الله المشتكي. ما دفعني أن أتكلم اليوم هما عبارتين او جملتين. أما العبارة الأولى هي كلمة "ازول" وليس السلام عليكم . أما العبارة الثانية هي لما قال دلك الأمازيغي "كيف كيف؟ كيف ازول كيف السلام". فضحك ؟الأمازيغي- ضحكة استهزاء وضحكة سخرية. علينا أيها الأخوة أن نعلم أن قضية الأمازيغية قضية لهجة؟ وأنا اتحدي ومن فوق منبر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من يقول أنها لغة. فهي لهجة وأضيف قاصرة لا تبلغ المقصود ولا المراد. فأتحدى هدا الأمازيغي أن يعبر بالأمازيغية بمجموعة من المصطلحات التي يمكن أن تعبر بها باللغة العربية.؟؟ والله كلمة "ازول" لن تفع يوم القيامة؟ فتحية أهل الجنة ليس هي ازول تحية أراذل الناس. السلام هي تحية أهل الجنة. هدا غدر الإسلام. يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكارهون. احذروا أيها الأمازيغ أن يقع لكم ما وقع لفرعون الذي أراد أن يحارب دين الله.؟ اريأتم قريش كيف كانت نهايتهم. فمن لم يقبل تحية الإسلام "السلام عليكم" فقد سلك مسلك ونهج اليهود. ودعى الله ليجعل تدبير اليهود تدميرهم.