بعد مسيرات تعد بالعشرات تخللتها مسيرات نوعية، رفع خلالها المحتجون الذين كانوا بالأمس جنودا دافعوا لسنوات عن حوزة الوطن، (رفعوا) شعارات نوعية، وطالبوا بحقهم في العيش "الكريم"، ووجهوا رسائل كبيرة، لعل أكبرها حجما ووضوحا، حين قالوا وفي شوارع أزيلال فقط" الشيخة دات مليار، والمتقاعد إشرب لمرار.."، عاد المتقاعدون العسكريون، وأرامل شهداء الجيش المغربي، للاحتجاج بالشموع، تعبيرا منهم، وشعورهم بأن ظلاما دامسا يخيم على ملفهم المطلبي. المحتجون قدموا بالعشرات من مختلف مراكز إقليمأزيلال، وجابوا في مسيرة صامتة أهم شوارع ازيلالالمدينة، وكان المحتجون قد طالبوا من السلطات الوصية التدخل وفتح تحقيق حول خروقات شابت معونات حرموا منها، وندد المتقاعدون المحتجون بالتهميش الذي طالهم نتيجة عدم تطبيق مقتضيات الظهير الشريف والقانون رقم 34.97 والذي تنص المادة الأولى منه على ضرورة "الاحتفاظ في مصالح الإدارات التابعة للدولة والمؤسسات العامة والجماعات العمومية بمناصب لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، والمادة10التي تخول للمتقاعدين حق التطبيب المجاني والتخفيف من تعريفة النقل العمومي. وعبر مئات من المتقاعدين العسكريين وأبناء وأرامل شهداء الجيش المغربي مرارا....خلال تظاهرهم في شوارع أزيلال عن عدم رضاهم بالوضع المادي والاجتماعي المزري الذي يعيشونه، وناشدوا الملك محمد السادس التدخل من أجل تحسين أوضاعهم، كما طالبوا بالزيادة في جميع أصناف المعاشات والراتب الشهري وبتحسين وضعية الأرامل، وإيجاد حل جذري لما يعانيه القدماء العسكريين من تهميش اجتماعي وصحي في الوقت الذي ارتفعت أسعار المواد الغذائية والماء والكهرباء وتراجعت قدرتهم الشرائية. وفي تصريحات متطابقة أكدت أرامل المتقاعدين العسكريين أن رواتبهن الشهرية التي يتقاضينها بعد وفاة أزواجهن في الجندية لا تكفيهن وأسرهن لسد تكاليف الكراء وفواتير الماء والكهرباء ومستلزمات الحياة اليومية، وأوضحت أرامل المتقاعدين العسكريين أن مصاريف التطبيب والقوت اليومي يتدبرنه من العمل كأجيرات بالبيوت.. وتأسف الجنود المتقاعدون المحتجون من كون دفاعهم عن وحدة المغرب الترابية طيلة سنوات التجنيد لم تنجيهم في مرحلة التقاعد من متاعب الحياة حيث اضطر أغلبهم بعد التقاعد للبحث عن عمل آخر لسد الحاجيات اليومية لأسرهم، من قبيل ممارسة أنشطة "لاشكلية" في الغالب وتربية المواشي فوق أسطح المنازل ونقل البضائع، وغالبا ما يلجؤون إلى القروض الصغرى التي تشكل بدورها عبئا عليهم وعلى أسرهم مع العلم أن فوائد هذه القروض تترواح بين 18 و 21 بالمائة. وبالنسبة للعسكريين الذين شملهم الطرد التعسفي طالب المتقاعدون المحتجون بإعادة إدماجهم وصرف التعويضات عن المرض بالنسبة للجنود الذين تقاعدوا عن طريق اللجان الطبية، وصرف تعويضات التنقلات المؤقتة الخاصة بالجنوب.