تطالعنا بعض وسائل الاعلام الغربية والاوروبية منها على الخصوص بين الفينة واخرى على اخبار تفيد اعتقال اسلاميين حاربوا في سوريا . ففي يوم 25نونبر طالعتنا وسائلاالإعلام الفرنسية على خبر مفاده ان الشرطة الفرنسية اعتقلت ما اسمته بإسلاميين فرنسيين متطرفين كانوا في سياحة جهادية في سوريا.وذكر نفس المصدر ان بين 100و200مواطن فرنسي ذهبوا الى سوريا لمحاربة الرئيس بشار الاسد، وان ما لايقل عن 30مقاتلا من هؤلاء المقاتلين عادوا الى ارض الوطن .وقال وزير الداخلية مانويل فالس في تصريح له للصحافة ،ان الارهابيين من خلال ما يتداولونه في الانترنيت يشكلون خطرا على قيم فرنساوتوابثها.قبل تاريخ اعتقال فرنسا للإسلاميين المتطرفين العائدين من سوريا،اعلن وزير الداخليةالاسباني فيرناند دياث بدوره عن اعتقال ثمانية اشخاص في مدينة سبتة المغربية المحتلة يوم الجمعة 12 يونيو ، وقال إنهم يجندون الشباب للقتال في سوريا .وتابع ان بعض المعتقلين يحملون الجنسية الاسبانية وهم من اصل مغربي. يبدو ان حملات الاعتقالات التي تطال المقاتلين الاسلاميين الغربيين الذين يعودون من السياحة الجهادية على الاراضي السورية ضد الاسد، ان الهاجس الذي يحكم اعتقالهم من طرف هذه الدول ليس قتالهم في سوريا ،بل نشاطات هؤلاء على اراضيها بعدعودتهم،ذلك النشاط الذي يغدي مخاوف عودة احداث مثل احداث 11سبتمبر بامريكا ،و احداث 11مارس 2004، بعد تفجيرات قطارات مدريد واحداث الدارالبيضاء بالمغرب وغيرها.. الدول الغربية تسعى من خلال المعارضة السورية الى ابعاد العناصر الجهادية المتشددة من صفوفها .المنظمات الحقوقية في بلاد الشام تسجل يوميا وفاة العشرات من الاسلامين المتشددين الذين جاؤوا خارج البلاد ومن جنسيات مختلفة..إن الرأي العام العالمي والاروربي على الخصوص يعيش قلقا حقيقيا هذه الايام حول وضعية هؤلاء الذين ينتعشون دائما في بؤر التوثر اينما وجدت خاصة في بلدان العالم العربي والاسلامي.. إن المتتبعين لحركة ما يسميه الغرب بالجماعات الجهادية المتطرفة التي تذهب للقتال في سوريا سيجد ان هذه الدول يقلقها صراحة امر هذه الجماعات التي سينتهي دورها في سوريا لوتدخلت الاممالمتحدة لأنهاء الصراع والذي بانتهائه ستجد هذه الجماعات نفسها امام خيارين لاثالث لهما،الخيار الاول هو إعادة الانتشار في بلدن عربية اخرى تشهد التوثر بسبب رياح ما يسمى بالربيع العربي .والخيار الثاني هو العودة الى بلدان الاصل .وتشكل هذه الحالة الاخيرة مصدر قلقل للغرب إذ عليها معرفة ما إذا كان الجهاد قد توقف في ارض المعركة ام سيتخد عناوين بديلة في بلدان الام حيث بالامكان القيام بأعمال عنف ضد مصالح معينة.او القيام باستقطاب شبان آخرين يتم تدريبهم في معسكرات سرية يتم اعدادهم مثل فرق كرة القدم لإرسالهم حسب الطلب للعب في ميادين قتال عديدةفي بلدان لازالت تعصف عليها رياح الربيع العربي الذي يبدو انه قد تحول الى خريف الدول العربية المهددة بالانقسامات الطائفية والمذهبية طويل المدى، امام غياب حلول واقعية للأزمات التي تتخبط فيها ، وامام غياب الاصلاحات الحقيقية التي قال عنها التقرير السنوي للمنظمة العالمية لحقوق الانسان، ان كلفة الاصلاح أقل بكثير من كلفة المواجهة .ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه بحدة هنا هو:مالذي يمنع هذه الدول من القيام بالاصلاحات لتفادي كوارث ستحدث لا محالة في غياب تلك الاصلاحات الضرورية..؟.