قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس الاثنين، إن قرار "معارضين دوليين" للرئيس السوري بشار الأسد تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا سيعرقل المساعي الرامية لإيجاد حل سياسي سريع للصراع الدائر هناك. هولاند يدعو المعارضة السورية العلمانية إلى تنحية المقاتلين الإسلاميين (خاص) قالت الوزارة في بيان، مشيرة إلى قرار اتخذته مجموعة أصدقاء سوريا، خلال اجتماع عقد في العاصمة القطرية في مطلع الأسبوع "مثل هذه البيانات الصادرة من الدوحة تثير قلقا بالغا. وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة السورية خاضوا معارك مع قوات الرئيس بشار الأسد داخل مدينة حلب وحولها في مسعى لتعويض الخسائر الميدانية التي تكبدوها في المدينة على مدى نحو شهرين. تأتي المعارك في الوقت الذي حثت فرنسا مقاتلي المعارضة المعتدلين على استعادة أراضي من الإسلاميين المتشددين الذين يمثل دورهم في الصراع السوري مشكلة للدول الغربية بسبب المخاوف من أن تصل شحنات الأسلحة إلى أيدي أشخاص تعتبرهم إرهابيين. واتفقت 11 دولة عربية وغربية في تجمع "أصدقاء سوريا"، السبت المنصرم، على تقديم مساعدات عسكرية عاجلة للمعارضة عن طريق المجلس العسكري الأعلى المدعوم من الغرب، في محاولة لمنع وصول الأسلحة إلى متشددين إسلاميين. لكن القوى المتشددة أظهرت، أول أمس الأحد، أنها ما تزال ذات بأس شديد عندما فجرت كتائب أحرار الشام سيارة ملغومة عند حاجز على أحد مداخل حلب ما أسفر عن مقتل 12 من القوات الحكومية، وفقا لما ذكرته شبكة حلب نيوز المعارضة وناشطون آخرون في المدينة. ويدور الصراع حول حلب، التي تبعد 35 كيلومترا إلى الجنوب من تركيا منذ يوليوز العام الماضي، عندما دخلت كتائب للمعارضة المدينة واستولت على نصفها. وركز الأسد حملته العسكرية في الأسابيع الأخيرة على استعادة المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة. وذكرت مصادر بالمعارضة ودبلوماسيون يتابعون الصراع أن الأسد يوسع أيضا من سيطرته على محافظة حمص بوسط البلاد، بعد استعادة قواته لبلدة القصير الاستراتيجية الواقعة على الحدود مع لبنان، وأضافت المصادر أن قوات الأسد تستخدم القصف العنيف والحصار لتطويق المقاتلين المتمركزين داخل العاصمة وحولها. وقال فراس فليفل، من كتائب الفاروق المعتدلة إن ستة من مقاتلي المعارضة قتلوا في معارك داخل حلب يوم السبت. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند إنه يتعين على قوى المعارضة السورية المعتدلة أن تستعيد السيطرة على المناطق التي سقطت في أيدي المتشددين. وأضاف أن دور المتشددين في الصراع يعطي بشار الأسد ذريعة لارتكاب المزيد من أعمال العنف. وقال هولوند في مؤتمر صحفي في الدوحة، بعد يوم من اجتماع أصدقاء سوريا في العاصمة القطرية "إذا اتضح أن هناك جماعات متطرفة وأنها قد تستفيد غدا من أي وضع فوضوي، فإن ذلك سيمنح بشار الأسد ذريعة لمواصلة المذبحة". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن كتائب أحرار الشام وكتائب التوحيد فجرتا سيارة ملغومة في منطقة بدمشق تعرف باسم المزة 86 ويقطنها أعضاء من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وأضاف أن التفجير أسفر عن مقتل شخصين. وقالت مصادر في العاصمة إن مقاتلي المعارضة هاجموا مجمعين للأمن في دمشق، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل. وفي تداعيات إقليمية للصراع السوري، الذي يتخذ منحى طائفيا متزايدا قتل أربعة جنود لبنانيين في اشتباكات مع أتباع رجل دين سني انتقد حزب الله بسبب دعمه العسكري للأسد. وقالت مصادر في المدينة إن القتال اندلع بعد اعتقال أحد أتباع الشيخ السني احمد الأسير عند حاجز للجيش في مدينة صيدا، التي تبعد 40 كيلومترا إلى الجنوب من بيروت.