وقفَتْ على صفحاته تطلبُهُ بين كفيها بقايا بنفسج يجذبُهُ ها قد جفا و يجفو قلبُه و قلبُها نبضُه وصَالُهُ بأوقات و لحظات تناشده بذكريات زمن جميل تستحلفه تَمَنَّتْ لو كانت هي أشياءَهُ ينثرُها كما ينثرُ أوراقه يلثمها كما يلثم قلمَه يُدوِّنُ عليها صادرَ فِكره و وَاردَه ألم أكن يوما ملهمَته؟ و سيدة فؤادِهِ و أميرتَه؟ و سالبة لبِّهِ و حاكمته؟ كيف إذن تغير حاله؟ و صِرت غريبا يتجاهله خَبِرْتُ قلبي و قلبَه و أعرفُ ما يُدنيه و ما يُبعده و ما يُكدِّرُ بَسْمَه و صفوَه أنا الآن عاجزةٌ لا أفهمُه و بريقٌ في عينيه أجهلُهُ تُرَاها دموعٌ خَفية تفضحُه يُداريها صمته و تَبَسُّمُه سألتمس له عذرَ الدنيا كلَّه فأنا مِشجَبُ حياته و شمَّاعته و سأحمل عنه شقاءَه و بُؤسَه و أنا صنوبرة عيده و أنا ميلادُه فليُعَلقْ عليَّ أمانيه وهَبْتُ لك ماضيَ عمري و باقيَه فأنت الدَّيْرُ و أنا راهبته تكلمْ، أشِرْ، اُصمتْ... فحتى الصمتُ عندك... أحبُّه يونس حماد