يحز في النفس , أن تمر أمامهن وهن ينتظرن محتشدات من يساومهن, يشتري خدماتهن : الحصاد... هن نساء من مختلف الاعمار : منهن المرضعات.. الاطفال على ظهورهن طبعا..كهلا ت هن ..ألجأهن العوز الى امتهان الحصاد , رغم التعب الكامن فيه..مهنة لا تناسب النساء بالتأكيد..لقد خلقن لغير هذا..ولكن ما العمل اذا كان البديل مفتقدا؟ أتذكر تجا ر وتاجرات 8 مارس, تلك القابعات في مدن المغرب النافع ..ماذا يقدمن لمثل هذه السيدات المناضلات بحق؟ وهل باستطاعتهن, ولو للحظة, الترجل من سياراتهن الفارهات , ليعلمن -على الاقل- بوجود هذا الصنف من النضال غير الموجه من الاحزاب والجمعيات المنتفعة من مآسي هذه الفئة من نساء المغرب المفقرات ... ويزداد الالم ايلاما حين تعرف انهن يعملن بأجر اقل من أجر السيد الرجل ..فالمساواة في ساعات العمل لا تشفع لهن في الحصول على المساواة في الاجر..رغم ان عملهن يتسم بالمثابرة في كثير من الاحيان , يفوق صنيع الرجل المشغول بالتدخين احيانا, وبالرد على المكالمات الهاتفية من الزملاء السائلين عن الثمن, وما قدم في وجبة الفطور والغذاء.. يستوقفني احتشادهن في الموقف..أفكر في التقاط صورة تبرز حجم المأساة التي استشعرها والامومة ممرغة في تراب الفاقة, والطفولة مضيعة في دروب البحث عن وسيلة لاستجلاب لقمة الحلال..احجم عن ذلك مقتنعا أن تصويرهن اسفاف لا يليق, ومس بكرامتهن التي لا ترتضي الوضاعة.. يشغلني السؤال ..غير بعيد , في الشارع العام , التقطت اذناي حديثا عن موازين ومغرب الثقافات... فكرت ان كان هؤلاء النسوة يعرفن أن الملايين بل الملايير من الريالات تكون من نصيب بعض المغنين او المغنيات في سويعة أوساعات..ثم تطير بهم الطائرات الخاصة الى حيث يريدون سالمين غانمين, محملين بالهدايا والعطايا من مغرب الثقافات؟ ماذا سيقلن لو تكلمن ..لو عرفن..؟ هل كان المتنبي صادقا اذ قرن الحلاوة بالجهل , والشقاوة بالعلم؟ لهن الله في كل حال ..ولنا ان نعلن: ان هذا لظلم عظيم يامن تتحملون المسؤولية..يا من وعدتم برعاية الأرامل وتحسين أوضاع الفقراء..أمطرت حملتكم الوهم شعارات ووعودا..وأخلفتم الوعد..وها موازين يمطر أموالا على الراقصين والراقصات من العرب والعجم..ليسترقصوا بضعة الاف من مغاربة الواجهة..اما الغالبية الساحقة المسحوقة فلها رقص العصفور في وصف المتنبي, لا طربا وانما مذبوحة من الالم.