ربما تذكرون الآن مقالا سابقا حول نفس الموضوع بعنوان "قد أسندت الأمور لغير أهلها " الذي كان إنذارا لما ستؤول إليه الأوضاع من خلال معطيات ميدانية تنم عن قصور في التسيير، كان من المتوقع أنه سيترك الفريق تائها ، وجعله يعود في كل منازلة ب"خفي حنين" . استوقفتني وأنا أكتب هذا المقال مقولة فرنسية شهيرة((Etre au four et au Moulin هذه المقولة التي تعني أننا لا يمكن أن نقوم بمهام كثيره أو أن نخلط بين الأمور ، و خاصة إذا كانت متناقضة و متعارضة كالسياسة و الرياضة. فكم منهم أراد أن يسخر هذه لكي يصل إلى تلك، ليعلم الجميع الآن أن الرياضة ملك للجميع و لا ينبغي تسخيرها لأغراض سياسوية أو أيدولوجية و هنا تكمن قدسيتها، إذ تحمل رسالة حضارية و لا تعرف الحدود ، إلا أننا للأسف الشديد نجد من يقزم هذه المفاهيم وعلى رأسها أدبيات الرياضة و قواعدها والإستراتيجيات المحكمة التي تكتسب عبر برامج تربوية و رياضية تتغيى الوصول بالمجموعة إلى شاطئ الأمان و تحقيق جزء من أحلامها الوردية و تهذيبها من تناقضات تعتري نفسيتها البريئة ، هذه المجموعة تتلاطمها أمواج المتطفلين على الميدان لقضاء مآربهم السياسية متذرعين بفريق يتشكل من أبرياء لا حول لهم ولا قوة ، يقتاتون في كل فرصة على مصطلحات معسولة توصف لهم المستقبل بأنه زاهر، فأجهزتهم العصبية لدغت لأكثر من مرة و من نفس الجحر . ربما ستكون مدعاة للفحص و التأمل و النقاش. فكرة القدم الحديثة خاصة مع بداية الألفية الثالثة عرفت مجموعة من التغيرات من حيث أنظمة اللعب الجديدة و التموضعات التكتيكية والتقنيات الفردية العالية و السرعة في الأداء، مع الأخذ بعين الاعتبار مفهوم اللعب الجماعي و كذا الإعداد البدني و السيكولوجي. كل هذه الأسس تغيب عن فريق عناصره تحلم بغد أفضل في غفلة من أمرهم إن القائمين على الشأن الرياضي أميون في هذا المجال ، يتوارون خلف أقنعة فاسدة و كشافة تكاد في كل مناسبة أن تظهر حقيقتهم لأن وجود الفريق يضمن بقاءهم سواء حصد الانتصارات أو تلقى الهزائم، أما المدرب المسكين الذي يسعى لإيصال ما قد تلقاه عبر تكوينين من أجل نيل دبلوم "س" من الاتحاد الإفريقي كأمانة ملقاة على عاتقه نجده يصطدم دائما كلما حاول إرساء بعض الدعائم للفريق و تنقيته من الشوائب بمن يفسدون في الأرض و لا يصلحون، همهم الوحيد هو الفتنة و ما أدراك ما الفتنة و الفتنة أشد من القتل . ختاما أدعو إلى عقد ندوة آو مناظرة لنتقارع فيها فكريا و علميا وتنظيميا في هذا المجال بحضور كل الغيورين على هذا الفريق و البقاء لا محالة لمن هوأ صلح، اقترح هذا دون أن اكون كالبق لا ينتعش إلا في الظلام أو كالطحالب لا تنتعش إلا في المستنقعات هذا و أحمل المسؤولية التاريخية لكل من تعمد إفساد ما قام به المصلحون . محمد بوخلفة.