رغم الصعوبات الجغرافية والمناخية والتضاريس الوعرة ، لم يغمض جفن عامل إقليمأزيلال منذ توليه المسؤولية بإشرافه شخصيا على التشخيص والتواصل مع السكان بجميع الجماعات ، بهدف إنجاح المشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يرأس لجنتها الإقليمية ، لكن وبالسؤال عن المقدرة والتأهيل والرغبة أو الانتهازية في تبني المشاريع المقترحة فأي نجاح وتسيير وتتبع تحظى به ؟ ، أو بالسؤال عن العلاقة فيما بينها – أي هيئات المجتمع المدتي - ، بدعم ميكانيزمات المشاركة والحوار والتشاور والتعاون ، أو بينها وباقي الفاعلين المحليين ، أوالانتهازيين ... علي بيوكناش هذا الاسم الذي سيظل خالدا في أذهان سكان الإقليم لما شهده من مشاريع ضخمة ومهمة ، والمعروف بالمثابرة والجد والنزاهة والشفافية ، من أهم أولوياته أيضا وهو بصدد تنزيل إحدى المرامي التي أتت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، أن تكون الهيئات أو الفاعلين المحليين الحاملين للمشاريع قادرين ومؤهلين للتنفيذ الجيد ومتحلين بروح الوطنية و المثابرة والجد والنزاهة ، ومدى قدرتها في إيجاد استراتيجية ناجعة من أجل تحسين أدائها واقتراح بدائل للانتقال إلى المهنية والحرفية المطلوبتين في قضايا التنمية المحلية ، وأن تكون مسؤولة وتتحمل تبعات تجاعة وفاعلية المشاريع من عدمها ، وهل فعلا خلقت دينامية محلية ترتكز على كفاءاتها ؟ . اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية برئاسة عامل الإقليم تنبأت واستشعرت المعضلة عن مدى مقدرة الموارد البشرية لحملة المشاريع المدعمة من قبلها كما هو الشأن بجماعتنا أيت اعتاب التي عبث فيها المفسدون المسمون الفاعلون المحليون ، والتي عجلت بدأ بالتشخيص المصادقة على مخطط عمل لتقوية قدراتها ، وتنفيذ مخطط عمل لدعم المبادرات الجماعية المحمولة ، خاصة من طرف الجمعيات فيما يستهدف مشاريع التربية و الصحة الإنجابية وحقوق المرأة والشباب .. إن طلب إسناد مشروع تقوية قدرات وتأهيل هيئات المجتمع المدني من جمعية تحمل اسم النسيج الجمعوي ووكالة التنمية الاجتماعية بأزيلال يؤكد عنه فاعلون محليون كان السبب المباشر في تحفظ الكثير من الفاعلين وانخراطهم بمحاور التقوية المقترحة من قبلهما ، ومحاولة للوقوف عن السبب الجوهري الداعي للرفض ، فيمكن تلخيصه في سببين : الأول يتعلق بنوعية بعض العناصر التي تشرف على التأطير والتي وصفتها بعناصر تمضغ اللغة الفرنسية بالعربية وتتباهي بالتفرنس ولا تتواصل إلا عن طريقه ، مع شرائح واسعة لا تجيد حتى اللغة العربية ، وكأن الاستناد عليها معيار كافيا لارتداء قبعة مؤطر يتقاضى أجرا يزيد عن 6000 درهم شهريا ، أو بالأحرى للتغطية عن نقصهم المعرفي وتأهيلهم البيداغوجي ..، في حين يتجلى السبب الثاني حسب رأيهم ، أن المدعوين لهذا التأطير ليسوا سوى نفس الوجوه التي يتم استدعائها كلما أتيحت الفرصة لتنظيم مثل هذه التظاهرات التي يهيمن عليها التسيير التقليدي وغموض الرؤيا والمهام وطرق التسيير والتفكير على المدى القريب .. إن تحليل العلاقة القائمة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأزيلال و هيئات المجتمع المدني وباقي الفاعلين المحليين يجعلنا مضطرين إلى تحديد المفاهيم الأساسية لهذه الثنائية، و المتمثلة أساسا في مفهومين أساسيين لإبراز المسؤولية والداء : المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و هيئات المجتمع المدني وباقي الفاعلين المحليين ، على اعتبار أن كلا المفهومين يضم مفاهيم مهمة تجيب على كثير من الأسئلة ، ويمكن القول أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي مرجعية إستراتيجية تعنى بالتنمية الاجتماعية، و تهتم بتنمية المجال، وتركز على الفاعل الاجتماعي (الموارد البشرية) عبر الزيادة في قدرات البشر على الاختيار وتمكينهم من ممارسة هذه الخيارات، وتفجير طاقاتهم الإبداعية وتمكينهم من المشاركة في أمور حياتهم ، لكن هل للفاعلين المحليين الرغبة في ذلك ، وبوطنية صادقة دون انتهازية وأنانية واستغلالية ... المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأزيلال إن ساهمت بشكل قوي في إرساء دينامية للتقدم الملحوظ من حيث تخفيض معدلات الفقر في الجماعات والأحياء المستهدفة في أفق تنمية بشرية شاملة ، مع تعزيز هذه الثقة والحفاظ على المصداقية التي تحظى بها لدى الساكنة ..، فهل رسخت لدى الأخيرة ثقافة الحفاظ على مشاريعها ومحاربة المخربين والانتهازيين ..؟ . رغم بعض العراقيل التي يطرحها البعض خارج اللجنة الإقليمية، فإن الإنجازات التي تحققت تعكس النجاح الكبير للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأزيلال، حيث مكنت من التعرف على تصور الفاعلين لهذا الورش والتشبع بقيمه ومبادئه ، عموما بالانخراط الفاعل ضمن حركة تتوخى تحقيق رفاه المواطنين، و التوافق مع المبادئ الأساسية من خلال الحفاظ على البرامج الأربعة ، وتبني برنامج يهم التأهيل الترابي.. أيت طوطس / أيت اعتاب عمر شيتاشن