هكذا حكى القرآن الكريم عن الهدهد 'مخاطبا النبي سليمان عليه السلام؛الذي سأل ربه أن يؤتيه من العلم والملك مالم يؤت أحدا من العالمين .. ومع سعة علم سليمان 'واتساع افقه لم يستطع الاحاطة بمكنونات الأموركلها..بعدما تاكد النبأ اليقين الذي جاء به الهدهد من بعيد/مملكة سبأ..فأيقن –ونحن ايضا-ان الله وحده ' من يحيط بكل شيءعلما' فهو سبحانه 'المحيط 'العليم الحكيم... أسوق هذا ' راجيا أن يتبصر بعض من يدعي انه احاط باسرار اللغة العربية ' على اتساع فنونها' وقتل علومها درسا ودراية ' حتى انه طالب بمقابلة 'في شعبها' مع من عقب عليه 'ذات مرة 'في تعريف كلمة لم يتحقق من معانيها' فحملها على النقيض من استعمالاتها الجارية على ألسنة الناطقين بها قديما وحديثا.. ولم يكن فعلي ذلك –والله-حبا في الأوسمة والنياشين, ولا رغبة في منازعة ذوي الالقاب العسكرية رتبهم' ولا سعيا الى المبارزة والنزال' أو المقابلة والقتال' في ساحات اللغة وأدغالها' دراية مني انها بحر لا يدرك لها ساحل ولا قرار.. وان ادعاء الغوص على مكنونه لا يخلو من أخطار..واتصافا مني مني بسمت السادةالعلماء العارفين بأقدارهم ' تشبها بهم ' لا ادعاء للانحشار في زمرتهم' فما ذلك بمستطاع ولا مقدور..فهل يستوي من أفنى عمره في الاغتراف من بحور اللغة البعيدة الغور'مع من اغترف غرفة بيده او يكاد؟ومن ذا الذي يدعي انه استوثق من مكتوبات الفطاحل من العلماء في علوم اللغة' صرفها ونحوها وبلاغتها' ومعجمها وأصواتها' إلا ظالم لنفسه مبين؟ حسبي وحسبك يا صاح' أن نتجنب فاحش الأغلاط' ونبذل الوسع في استعمال السليم المشهور' الجاري على ألسنة الجمهور' تحقيقا للتواصل' فهما وافهاما وانفهاما.. ودعك من حذلقة اللسان' وتتبع زلات الاقلام' فإنه شغل من لا شغل له؛ مأزور صاحبه غير مأجور.. ولا تفهم من كلامي- ايدك الله بالفهم السوي-اني أنكر شأن العناية بتعلم علوم اللغة العربية' فذلك أمر أمير ' ترجوه العقول' وبه تستنير..ولا اني أقلل من هول الاخطاء التي يقترفها الكثير من كويتبي الموضوعات في هذا المنبر او ذاك..فذلك كثير'أزرى بأصحابه حتى عدوا متطفلين' خليق بهم أن يمسكوا ألسنتهم وأقلامهم الى أن تستقيم في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم' ويشتد عودهم , وتصلب قناتهم دربة ومرانا..فإن فعلوا 'مبتدئين' – ولكل بداية- فلا نبكتهم' ولا نستصغر شأنهم ' فهم تلامذة يسيرون على الدرب..هم أحوج الى من يبصرهم الصوى والمنارات' لا الى من ينسب أفعالهم إلى الخطل والتفاهات... عبد الكبير العموري.أزيلال:16/2/2013