على بوابة أزيلال أون لاين ظهرت شخصية جديدة في ساحات التعاليق، يسمي صاحبها نفسه " العقيد"، مهمته حسب ما بدا لي هي الدفاع عن اللغة العربية تركيبا و نحوا و صرفا و بلاغة. و يوقع تعاليقه بعبارة: مع تحيات العقيد... تذكرني هذه الشخصية بأبي الحروف، في برنامج المناهل الذي كنا نشاهده صغارا على تلفزة الإثم، و الذي كان يقال عنه في جنيريكه : أقوى من الشدة،أحد من السين .... وجود شخصية " العقيد " مهم و ضروري، و مفرح أيضا في زمن تعاني فيه اللغة العربية من شيء من الإهمال، و من تكالب أعداء الخارج و الداخل أيضا.فلم تعد الفرانكفونية المتوحشة وحدها من يتربص الدوائر بهذه اللغة، بل ، للأسف، هناك بعض ورثة فكر كسيلة البربري ممن يعتبرونها لغة استعمار و احتلال. و حتى الدسترة الفعلية للعربية حلم ما يزال بعيد المنال مادامت المراسلات في الإدارة المُدسترة نفسها تتم بالفرنسية. سيدي العقيد، اللغة هي ناقلة المعرفة، و لا يمكن بأي حال أن يشفع المحتوى مهما بلغت جودته وسبقه الصحفي للأسلوب اللغوي الركيك... قد تقبل أخطاء السهو و الرقانة في مقالات الأخبار العاجلة الآنية، كحادث من حوادث السرعة. على عكس مقالات الأعمدة التي يأخذ الكاتب فيها كل وقته في الكتابة و التنقيح... و لنا أسوة بحوليات زهير بن أبي سلمى التي كان يعكف على تنقيحها حولا كاملا ، لتنساب الكلمات في معلقاته رقراقة تطرب الأذن ... و إذ أحييك على تعاليقك الصائبة المُصوبة، فإني في ذات الوقت أعاتبك عتابا أخويا على الحس الهجومي الذي يتخذ طابع السخرية أحيانا، حتى أصبح " ساندروم العقيد" مسببا للفوبيا عند بعض الكتاب، بل و تحولت معه الكتابة إلى مغامرة هتشكوكية بعد أن كانت متعة للكاتب و للقارئ... فعلا رجل التعليم لا يعذر في أخطائه مادام يمارس اللغة بشكل يومي، لكن لكل فارس كبوة، و فوق كل ذي علم عليم. عتابي الثاني على لقب " العقيد" نفسه... تسمية لا تخلو من إيحاءات دكتاتورية، و لهذا اللقب سوابق في ثقافتنا العربية ، يذكرنا لا شعوريا بالعقيد القذافي ، و العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، و الكولونيل اعبابو ... و لغتنا العربية الجميلة تزخر بالألقاب و الأسماء و المعاني الدلالية... و في الأخير ، لا أطلب منك أن تكشف عن هويتك، فلتبق هكذا مبهمة، عصية عن الإدراك، تضمن لك حرية النقد دون الخوف من لومة لائم. و لا تبخل علينا بتعليقاتك لأنك، في نظري، على ثغر من ثغور حماية لغة القرآن الكريم...ذ يونس حماد