أستبشر المغاربة خيرا بفتح المجال امام الاداعات الخاصة ,على عكس القنوات الخاصة التي لاتزال الدولة تتردد في فتح المجال امام الخواص ,ودلك لعلمها الكبير ان المواطن سيتهافت على المعلومة اينما وجدت لايهمه ان يكون اعلاما عموميا او خاصا وبالتالي ستفقد الدولة احد القلاع التي تمرر من خلالها "منجزاتها" وخطابها الدي لاياتيه الباطل لامن امامه ولا من خلفه. وكما قلت استبشر الكثيرين بهده الاداعات الخاصة مستحضرين دور الاعلام بصفة عامة في التجربة الاسبانية بعد زوال حكم "فرانكو" وقدوم العهد الملكي الجديد مع الملك "خوان كارلوس" ,حيث كان لهدا الاعلام الدور المحوري في تغيير العقليات , ولممارسة تمارين"ديموقراطية" من خلال النبش وتشريح الواقع , ووضع المواطن امام مسؤوليته في التغيير ,وقد كان لهدا الاعلام الاثر البالغ في الدفع بالديموقراطية الاسبانية , وانجاح التجربة في التحول من نظام ديكتاتوري الى نظام ديموقراطي في اطار نظام ملكي يسود ولا يحكم . ولنعد الى التجربة المغربية فان المستمع الى هده الاداعات سيخرج بخلاصة مفادها هو ان هده الاداعات الخاصة لم تأتي بجديد بصفة عامة ولم تحقق اختراقات كبرى ,بل ان الاطقم التي تشتغل بها مستوياتها مع كامل الاسف لم تكن في مستوى التحدي ,اما اللغة المستعملة فهي الطامة الكبرى ماهي بالدارجة المتعارف عليها والمعروف عليها , ولا هي باللغة العربية الفصحى بل, في بعض الاداعات نجد الفرنسية هي المهيمنة كوسيلة للتخاطب ,هدا كله ادا استحضرنا ان نسبة كبيرة من المغاربة يعيشون تحت خط الامية ,بل ان اللغات المستعملة لاتتجاوز في معظمها اللغة الامازيغية , واللغة العربية الدارجة ,فيما القلة القليلة هي التي تتخاطب باللغة الفرنسية . صحيح هده الاداعات خاصة ويكون هدفها هو تحقيق اكبر نسبة من المتابعة , وبالتالي جلب المستشهرين , وفي المحصلة خلق الربح وتحقيق الاستمرارية ,لكن المؤشرات والارقام التي تنشرها الاجهزة المختصة في تتبع نسب المتابعة تبرز ان اداعة عمومية هي "اداعة محمد السادس للقران الكريم" هي المهيمنة على نسب المتابعة , وتأتي خلفها اداعة لها رصيد تاريخي من حجم "ميدي1" ثم الاداعة الوطنية العمومية , اما الاداعات الخاصة فان رصيدها ضعيف ولايرقى الى مستوى التطلعات ,مما يجبر هده الاخيرة الى الاتجاه الى "الفضفضة" على حد تعبير المصرين اي كل مستمع يتصل وتباح امامه امواج المدياع لافراغ مافي جعبته من مشاكل عاطفية ونفسية واجتماعية وغيرها , لكن مايحز في النفس ان هده البرامج رغم اهميتها لاتستضيف خبراء في علم النفس وعلم الاجتماع بل يثم تسيرها بطريقة عادية ويتدخل المستمعين وكل واحد يدلو بدلوه ,دون استحظار ان مثل هده البرامج تدخل الالاف ان لم نقل الملايين من البيوت بدون استئدان , وربما نصيحة من احد قد تدخل احدهم الى متاهة لن يخرج منها . اما فيما يخص البرامج الحوارية فان مستوى المحاورين يضل قاصرا على الدخول الى المواضيع المصيرية والمهمة بالنسبة للمواطن المغربي ,اما بسبب الرقابة الداتية الزائدة ,او لضعف الصحفي وعدم المامه بما يجري ويدور على الساحة . خلاصة القول الاعلام المغربي بصفة عامة لايزال بعيدا عن هموم المواطنين , اما الاداعات الخاصة فانها خالفت موعدها مع التاريخ في التغيير وتحقيق قفزة نوعية نحوالديموقراطية الحقيقة ,بل اصبح المواطن المغربي يجد ضالته في الاعلام الالكتروني الغير المقيد بعامل الزمن ,بل اصبح يتجاوز احيانا الخطوط الحمراء المتعارف عليها.. الشريف السداتي.