أيا قلبها الحجري لم تقم بعد من صحوتك، أحبي زبد بحر خارت أمواجه؟ ام صدى وهنا لا يشق الصخور؟ منحتك من راحتي ما أينعت عليه أفنانك الذبلى و ركعت على صفو جنونك مدى لم تحتمله مسيرة الأيام.و عتقت ظمأ نسيانك بحر ذكرياتي ،و أدخلتك من باب قلبي كباقي السيدات و أنت فكر شارد في مسارح الحياة و النور في الشوارع يأكل من بريق عينيك حتى عشقت ركب الشارع القديم،و ركبت هول النور المؤدي للجحيم،فهل من عين حقيقية لك كي تري الآن وضعي من وضعك؟؟ أحدق في أغوار عينيك ،منفي حبك الغجري عن عالمي و كل قبلة منك توقد أموات هذا العالم المهجور،انظر في عمق إلى أغوار عينيك حتى لا يغترب طعم القبلة في فمي،و بين قلبي و قلبك ألاف المسافات و آلاف الطرقات...منفي أنا تتقاسمي الأشواق إليك و أنت السحاب السابح في رحم السماء تقوده الرياح بلا رغبة،فهل أبيع حتى أنا حريتي أم أسبح شاردا كما أنت سبحت؟؟ كنت منهل النور في حياتي و أنا في مراكب الظلام،و الواقع خيط يمتد من جوف العالم الصغير إلى حبل الوريد،وجدت فيك أنهار عشق فظمئت إلى العشق،وكنت مائدة عواطفي و لكن من سراب أطعمتها فلا نهم الجوع غاب عني ولا أمسكت قبضة من ذاك السراب. تلمست مساقط الحب في أحشاء النساء و جهلت طعم القبلة منك ،فأطفأت حلمي صقيع قلبك... منفي أنا عن أهلي و كل ذكرى منك تركب الآن تجاعيد وجهي، والماضي سفينة تعبر ما بين جرحي و مدخل قلبي،مسافر أنا يا فتاة القطب،مسافر أنا على السنة اللهب ما بين عينيك و قصائدي في أرحام كل الكتب لألاقي غربتي .فهل أولد من جديد ؟لأني لا أريد أن أكون كما كنت،لأن الولادة في الظلام حتما هي الموت. عبد الحكيم حبريط