عندما تستمع الى حديث الكثير ممن اوكلت اليهم مسؤولية السهر على تدبير الشؤون الاجتماعية و الاقتصادية لهدا الإقليم سواء عبر اثير المذياع او شاشة التلفاز ، ينتابك شعور من التقزز و الاشمئزاز جراء خطابات النفاق التنموي التي تتعارض تماما مع معطيات الواقع المرير . تنمية العالم القروي هي من اولويات هؤلاء الساسة الانتهازيين خصوصا عند اقتراب موعد الانتخابات . فمنهم من يضمن برنامجه الانتخابي ، بناء الطرق المعبدة يستعيض بها السكان عن المسالك الوعرة ، و منهم من يعاهد الساكنة بتشييد مخازن دائمة للتغدية لمواجهة قساوة البرودة ، تغنيهم عن مراسيم انتظار هبوط المروحيات في تخوم الجبال منتصف شهر ينايرلإمدادهم بالمؤونة الغدائية اللازمة ، ومنهم من وعد المواطنين بإنشاء محطة للتزحلق على الجليد لتشجيع السياحة الجبلية الشتوية ، و منهم ايضا من أكد في الملتقيات الجهوية و الوطنية على عزمه انشاء محطة تيليفيريك للنهوض بالمنتوج السياحي المحلي ليجعل منه رافعة للتنمية بالمناطق النائية تماشيا مع روح " المبادرة الوطنية للتنمية البشرية " ،و من هؤلاء من أغرق في التفاؤل بإقامة منشِآت رياضية في أعالي الجبال على غرار البلدان المتقدمة للنهوض بواقع الرياضة المحلية و الوطنية ، بالاضافة الى استحداث مراكز استشفاء عصرية تستفيد منها ساكنة المناطق النائية و خصوصا المرأة القروية... إن ساكنة هده الربوع تطالب اليوم على وجه الخصوص باحترام إرثها التنموي من خلال الكف عن تهريب المشاريع القائمة بها – كما عبر عن دلك أحد الاخوة المراسلين آنفا في إحدى مقالاته- هدا التهريب الدي يشكل جريمة في حق ساكنة هده المناطق و استهتارا بإحدى حقوق الانسان الاساسية ، ألا و هو الحق في التنمية ، أم أن السلطات المسؤولة أرادت أن تجعل من الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان بهده المنطقة مناسبة لحرمانهم من معلمة سياحية تنموية استفادت منها الساكنة لأزيد من ثلاثة عقود ؟ إنه العبث بعينه أن يتم الاقدام على هكدا قرار . قرار جائر يجعلنا نفكر حتى في إمكانية تحويل شلالا ت ازود من مكانها الى منطقة أخرى يوما ما ،أو تنقيل متحف الديناصور إلى مدينة من اقتراح المحترمين من اصحاب القرار السياسي و الاداري من مسؤولينا.كما يجعل الجميع يتساءل عن سر صمت مسؤولي المجلس الاقليمي و الجهوي و المجلس الجهوي للسياحة وغيرهم في هده القضية . لا يسعنا في الاخير إلا ان نحيي كل اعضاء المجلس الجماعي لتبانت على القرار الجرىء بالاستقالة الجماعية الذي اتخذوه رفضا لإغلاق مركز التكوين في المهن الجبلية . قرار إن كان يدل على شيء فإنما يدل على غيرة كبيرة على المنطقة ضدا على سياسة التهميش الممنهجة على هدا الاقليم الشامخ. كما ندعو من هدا المنبر كافة المهنيين و كل الغيورين على التنمية بالمنطقة للتصدي لهدا الفعل الجائر . و نعدهم اننا سنرسل نص الاستقالة مترجما بالفرنسية الى كل من السفارة الفرنسية بالمغرب ونادي الالب للتزحلق بالدار البيضاء و كدلكcentre d'enseignement touristique de Brian Sol. .ولا يسعنا في الاخير إلا أن نشير الى الابعاد السياسية التي يمكن ان يكون قد أخدها هدا القرار الجائرفي نظرنا ، علما ان وزيرالسياحة من الحركة الشعبية ووزير الداخلية هو ايضا من نفس الانتماء الحزبي ، بالاضافة الى كون الامين العام بالنيابة في نفس الحزب ينتمي الى مدينة ورزازات. الشيء الدي يوحي بتكالب حزبي على المنطقة من خلال اتخاد قرار تنقيل المركز منها الى مدينة اخرى. الشيء الدي لا يجب السكوت عنه بالث و المطلق،ناهيك عن تعارض هكدا قرار مع التوجهات الرسمية الخاصة بالنهوض باوضاع المناطق الجبلية ، و خصوصا مع الارادة الملكية في تعزيز مؤهلات المناطق المدكورة . يقول جلالة الملك في إحدى خطب العرش السابقة :" و تعزيزا للتآزر الاجتماعي بالتضامن المجالي ، ندعو الحكومة الى بلورة استراتيجية متجددة تستهدف تحسين ظروف عيش ساكنة المناطق الجبلية و النهوض بمؤهلاتها الاقتصادية و الثقافية و البيئية". سعيد المسلك.