[right] يدعون بأننا كروازي، ولا حرج في إبادة الهوية الأمازيغية علي[ وجيل/RIGHT] من المحاججات التي دأب القوميون العروبيون على ترويجها في مواجهة الحركة الثقافية الامازيغية، أن المغاربة نتاج التناسل بين الأمازيغ والعرب أي "كروازي"، وأنه يصعب علي أي واحد أن يثبت أنه أمازيغي أبا عن جد أو أن يدلي بشجرة العائلة. فوفقا للمعطيات التاريخية والإجتماعية والبيولوجية والجغرافية لسكان المغرب، فالقول المذكور فيه خلاف قد يأتي وقت تفصيله. لكن المثير أكثر للدهشة هو ما موقع هذه المحاججة وما مدى فاعليتها في الحرب المعلنة من طرف القوميين العروبيين على الامازيغية؟ أيفهم من ذلك أن الأمازيغي لا يمكن له أن يثبت أنه أمازيغي أبا عن جد، وبالتالي يجب عليه التفريط في لغته، والسماح بإهانة الأمازيغ والأمازيغية وتعريبه هو ومحيطه؟ و في المقابل وحسب مفهوم المخالفة، فدعاة القومية العربية لا يمكن لهم أيضا أن يثبتوا أنهم عرب أبا عن جد، وبالتالي هل يجب عليهم أن يسمحوا بأن يهينهم أحد في لغتهم وهويتهم و أمركتهم أو تهويدهم في المغرب و فلسطين وشبه الجزيرة العربية أيضا؟ الواقع اللسني للمغرب اليوم حسب الإحصاء الأخير، يؤكد على وجود عنصرين بارزين في التركيبة السكانية للمغرب: 1- الأمازيغ المشكلون للأغلبية حسب نفس الإحصاء والذين لا يعرف غالبيتهم العربية. 2- العرب في المرتبة الثانية حسب نفس الإحصاء، والذين لا يعرف مجملهم الأمازيغية. 3- اليهود في المرتبة الثالثة حسب نفس الإحصاء، الذين يتحدثون اليهودية والأمازيغية أو العربية . 4- أما الحسانية فهي دارجة شأنها في ذلك شأن الدارجة العربية المتداولة وهي عبارة عن خليط من العربية والأمازيغية وبعض اللغات العالمية، وما يميزها عن الدارجة اختلاف بسيط في المخارج الصوتية وبعض الكلمات المتداولة محليا والتي تتوفر على مشتقات لها في نفس الللغة التي تنتمي لها. 5- أما الأصول الإفريقية، فلم يعد في المغرب أي تجمع سكاني يتحدث لغة إفريقية ما، لأن هؤلاء النازحون انصهروا مع التجمعات السكانية التي استقروا معها وأصبحوا إما ناطقين بالعربية أو الأمازيغية. 6- أما الأصول الأندلسية، فغالبية الهاربين من الأندلس في اتجاه المغرب حافظوا على لغتهم العربية إضافية إلى الإسبانية عند القلة القليل. إذا كانت هذه هي مميزات الواقع اللسني للمغرب فإن تصنيفه سيجعلنا أمام معطيين: المعطى الأول: انقسان الواقع اللسني للمغرب إلى قسمية: 1- الأمازيغ، ويضم الأمازيغ والوافدون على المغرب الذين انصهروا مع الأمازيغ، تعلموا لغتهم وأصبحوا منهم مع امكانية احتفاظ البعض منهم على لغتهم الأصلية. ويشكلون الاغلبية المطلقة لساكنة المغرب. 2- العرب، ويضم العرب الوافدة من شبه الجزيرة العربية والناطقون بالحسانية والوافدون من الأندلس وجهات أخرى وانصهروا مع العرب. المعطى الثاني: أن الوافدون على المغرب وشمال إفريقيا عموما نوعان من حيث بنيتهم الفكريىة: 1- وافدون مسالمون إنسانيون انصهروا مع مضيفيهم واستقروا بين ظهرانيهم وأصبحوا منهم يتحدثون لسانهم ويعيشون معيشتهم في امن وسلام، منهم وأفارقة وعرب وموريسكين ويهود... هذا هو الوجه الإنساني العادي لظاهرة الهجرة البشرية في العالم كله.(أن ينصهر الوافد مع المضيف). 2- وافدون عنصريون رفضوا الإنصهار مع الأمازيغ وتعلم الأمازيغية واختاروا التقوقع والتشبث بلغتهم. بل ألزاموا كل أمازيغي أراد التعامل أو التواصل معهم أن يتعلم لغتهم العربية. كما أبدعوا في تحقير وإذلال اللغة الأمازيغية والإنسان الأمازيغي في أفق إماتتها وتعريب الإنسان والمحيط. وهذا هو الوجه البشع لظاهرة الهجرة البشرية، الذي يتعين محاربته واستنكاره.