في ليلة مشؤومة...، بعد مساء سعيد.......... عيش رغيد، وعمر مديد، ففتاة و وليد... ثم مات محمد .. تلقينا خبر وفاته ، حين كنت في سعادة غامرة... مات محمد ! ! مات محمد و ترك وراءه زوجة مخلصة و أطفالا محبين... مات محمد و ذهب دون مال.. دون جاه، حاملا عمله على عاتقيه، و لم يترك من طلته شيئا خلا بعض الصور القديمة و الذكريات الخالدة . لقد رحل إلى الأبد، وعاد إلى رحم الأرض كما خرج منه في يوم من الأيام... في تلك الجمعة، لفظ أنفاسه الأخيرة مودعا أقاربه و أصدقاءه و محبيه تاركا بسمته المحفورة في عقولهم.... و رحل بطلته التي يشهد لها الجميع أنها كانت طلة مميزة تضفي البهجة على كل من حل عليه... ما زلت أسمع صوته برنينه يداعب مسامعي، ثم ألتفت إلى الناس من حولي لأرى في عيونهم دموع حسرة و ألم تصاحبها دمعة ساخنة تفتقد الذكريات الجميلة و الأوقات الساحرة التي أمضاها الراحل مع أحبابه.. فتبكي أطلالها . مات محمد..... و بكوا غيبته و لم ينسوا كلماته، ثم تناسوا حضرته... مات محمد و صاروا يقتسمون ممتلكاته.. و يستحضرون لحظات حياته... جفت الدموع، وذابت الشموع، و ملوا الركوع،... سينسونه.. و سأنساه، ثم نتذكره جميعا و نقول: و كان بيننا .. ذات يوم .. شخص اسمه محمد . خولة العمراني / الرباط