في كل سنة تتجدد معانات الجالية المغربية في رحلتها الصيفية من بلد الاقامة إلى البلد الأم .هذه الرحلة التي تجدد بها هذه الجالية صلة الرحم بالأهل والبلد وتخفف بها الضغوطات النفسية الناتجةعن الغربة وما يصاحبها من معانات. فكلما حل موسم هذه الرحلة إلا ووجدت هذا المغترب في حيرة من أمره عن أي وسيلة سيستعملها لهذا الغرض هل هي الطائرة أم السيارة؟ فإذا سأل عن أثمان الطائرة وجد الخطوط الملكية المغربية له بالمرصاد بأثمان خيالية منافسة بذلك الشركات الدولية الكبرى التي لاتتحمس في الرحلات الاقتصادية .فعوض أن تجعل ثمنا مناسبا وتحاول أن تعزز أسطولها بالطائرات الكافية كما فعلت نظيرتها التركية من أمستردام إلى اسطمبول بثمن لايفوق 350 أورو في الصيف نجدها تتنافس مع KLM الهولنية وair France بأثمان من 500 أورو إلى 1000 أورو فإذا كانت أسرة هذا المغترب تتكون من خمسة أفراد فالمجموع 5000 أورو أو أقل من ذلك إن صادفه الحظ ووجد تذكرة ب 500 أورو. أما من اختار السيارة فتهييئ السيارة للسفر في أحسن الأحوال يبلغ ما بين 100 أورو إلى 200 أورو البنزين 800 أورو الطريق السيار 200 أورو الباخرة : سيارة + تذكرة فرد واحد 300 أورو.+ 200 أورو في الأكل والشرب وقد يكون هذا المبلغ أكثر إن كانت الأسرة كثيرة الأفراد أو إن استعمل الفندق وقد تتضاعف هذه المصاريف كلها إن وقع عطب في السيارة في فرنسا أوإسبانيا. فهذه المبالغ الكثيرة لايستفيد منها الوطن .فالحلم الذي يراوض الجالية هو أن تفكر حكومة ابن كيران في اصدار قانون يسمح للجالية المغربية ترك سياراتنم في البلاد مع اعفائهم من رصومات الجمروكية وعدم السماح لهم ببيعها وأن يشمل هذا القانون جميع فئة العمرية للجالية لأن الآن يسمح للمتقاعدين فقط ولكن حتى هذا القانون يجب تعديله لأن الإجراءات المتعامل بها لاتساير وضعية جميع أفراد هذه الفئة. فإن تحقق هذا فجل الجالية ستستعمل الخطوط الملكية المغربية التي بدورها يجب أن تعيد النظر في أثمانها وخدماتها . وكل المصاريف التي ذكرت سيتفيد منها الوطن كعملة صعبة إضافية للبلاد كما سيحفف من معانات الجالية والمخاطر التي تتعرض لها أثناء الطريق من سرقة وحوادث السيروالتحرشات من جميع الجيهات داخل الوطن وخارجه . فالحاجة ملحة أن تدافع كل الجمعيات والأحزاب التي تتعاطف مع الجالية المغربية في اصدار هذا القانون حتى يتسنى لكل مهاجر أن يترك سيارته في البلاد ليستعملها كلما أتى لقضاء العطلة في بلاده مع العلم أن هذا لن يؤثر في مبيعات شركات السيارات بالمغرب كما يدعي البعض بل بالعكس ستسفيد هذه الشركات في صيانات هذه السيارات وقطاع الغيار السيارات لها. وهذا أدنى ما يمكن أن يقدم للجالية في يوم المهاجر ليس الإجتمعات الشكلية التي تقام هنا وهناك ، الأعمال بالخواتم تلمس ليس كما يقول المثل الدارجي ( المندبة كبيرة والميت فار).