بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، السّلام عليكم أيّها الإخوة الكرام، بوّأنا الله جميعا من الجنّة منزلا، أيّها الأحباب إنّ شرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار نعوذ بالله من النّار، فالبدع لغة هي كل ما أستحدث على غير مثال سابق، واصطلاحا هي كلّ سلوك (نيّة كان أو قولا أو عملا) يؤتى به للتّعبّد على وجه غير معلوم من أوجه العبادة المشروعة التي علّمها النّبيّ للأمّة إمّا بالقول أو بالعمل أو بالإقرار، والتي تدخل في عموم تحذيره صلّى الله عليه وآله الوارد في الحديث: (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)، فوجه النّهي عنها أنّها استحداث أمر يغيّر منار دين الله، ويطمس معالمه، ويحيد بصاحبه عن جادّة الإتّباع لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم المبيّن في صريح قوله عزّ من قائل في الآية الكريمة: (ومَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، [image] إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل لقد دلّت التّجربة في غير ما مرّة على ما يستفاد من قول بعض المتقدّمين: (والله ما ابتدع قوم بدعة إلاّ ضيّعوا من السّنّة مثلها)، وهذا صحيح على الجملة لأنّ في البدعة مضمون يفيد الخروج عن تحقيق الأمر بالإتباع، كما يفيد الاستدراك على الرّسالة والطّعن في الإسلام بصفة عامة، وكأنّ المبتدع يشير ببدعته إلى عدم اكتمال الدّين وهذا منكر باتّفاق العلماء، علما أنّ موافقة السّنّة خير من مخالفتها حتى وإن قلّ العمل، والله سبحانه وتعالى هو الهادي إلى سواء السّبيل، فاللّهم اجعلنا من التّوّابين واجعلنا من المتطهّرين، والحمد لله ربّ العالمين