حسن أبوعقيل - صحفي - " البوليس اللي عليهم داروه " هذا ما قاله شاهد عيان لمراسل جريدة منبر الشعب بالعاصمة الرباط , مهرجان موازين جمع بين جمهور الرقص والغناء وبين السكايرية واللصوص والباغيات والقاصرات في سن الرابعة عشر مما تطلب إنزالا مكثفا لقوات الأمن من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين والملك العمومي . سهرات الغناء والرقص التي أشرفت عليها مؤسسة " مغرب الثقافات " لم تكن إلا واجهة لتمويه الرأي العام الوطني والدولي باسم مهرجان موازين الذي يظهر المغرب والمغاربة دون قضايا ومشاكل وكأن الجميع يعيش في سعادة ورخاء وأن تدبير الشأن العام الوطني جيد جدا قضى على الفقر والتهميش والريع والفساد وسوى بين الناس حقوقا واقتصادا وعدلا والقانون فوق الجميع . فقبل انطلاق سهرات "موازين " والأمة المغربية تطالب بإلغاء هذا المهرحان الذي يهتم بالأفراد والمجموعات الغنائية الأجنبية والتي يكرمها بأعلى الارقام وبالدولار والاورو فحين يبخس دور الفنان الوطني بدراهيم معدودات . ومع السمر والسهر والإحتفالية فالمهرجان لم يسلم من تحرش نسوي ذكوري ( عراء فاضح ) والسكر العلني ولصوص المناسبات ومشاجرات مما استدعى تدخل الشرطة للحفاظ على استثباب الأمن . فموازين كتلك السهرات التي كانت تقام في الطابق الأول داخل باخرة " تيطانيك " المنظمة من قبل لوبي المال والأعمال والأعيان والتي تحافظ على برستيج طبقة الأثرياء والأغنياء, لكن في الطابق السفلي تلك الطبقة المهمشة التي لا تحظى حتى بوجبات الطعام ولا بحسن المعاملة رغم الطريق واحد . فالجانب الثاني خارج مهرجان " موازين " قيامة العطالة والبطالة والملفات العالقة والفقر والدعارة والطلاق ومصائب الأم العازب وعزوف الشباب عن الزواج وفتاوي الزمزمي المناهضة للإسلام والمستفزة للمسلمين والمساكن الآيلة للسقوط وثلث سكان الحواضر يعيشون في أحياء فقيرة وغير مهيكلة ولا تتوفر على الشروط الصحية الضرورية كما جاء على لسان الكاتب العام لوزارة الإسكان والتعمير (...) فقد صنف المغرب في الرتبة 130 بالنسبة للفقر من أصل 181 دولة ولم يتفوق المغرب عربيا سوى على دول مثل السودان واليمن وموريتانيا ودجيبوتي... بمعنى من العار أن تقام مهرجانات الغناء والرقص والعراء لتبدير الأموال عوضا أن يساهم الجميع في مشاريع التنمية والرقي بالبلاد والعباد ومن العار أيضا أن يصنف المغرب من البلدان الراقصة على الواحدة والنصف والجالبة للفساد والمفسدين باسم السياحة والكرم (..) لدينا مهرجانات كثيرة ومتنوعة لكنها لا تحظى بنفس الإمتيازات , فمهرجان موازين يحظى بالرعاية السامية وبالإعلانات على القنوات العمومية إلى جانب اللوائح الإشهارية في الشوارع الرئيسية وتنصيبه في الساحات الكبرى في عاصمة المملكة إلى جانب تسخير جيش من الأقلام الصحفية المتكسبة لتلميع صورة المهرجان وجعله فسحة يسعى من خلالها المواطن الترفيه على نفسه . وفي جولة قصيرة ولقائنا – مراسلين - مع بعض رجال الأمن صرحوا بأن" : المهرجان فوضى وفساد أكثر مما يحصل من شغب داخل ملاعب كرة القدم ونحن دائما في مواجهة مع الجمهور وجها لوجه لكن المنظمين يعدون الأوراق البنكية مع الدكوك ديال أتاي والمشروبات غير الله يكون في عوننا " وللتذكير فقط فإن الآيس بورغ التي اصطدم بها " تيطانيك" لم تكن منتظرة مما جعل الملهاة بسمرها وسهرها تتحول بحكم قادر إلى مأساة ذهب ضحيتها العديد من المسافرين سواء من كان في الطابق العلوي أو السفلي والوقاية أفضل من العلاج . وحتى نكون شعبا بمعنى الكلمة على الحكومة الحالية برئاسة عبد الإله بنكيران أن تصمد في وجه كل نشاط يمس بالخصوصية المغربية ولا يعود نفعا على الأمة المغربية فالخبز قبل الرقص والغناء .