تناولت وسائل الإعلام المغربية مؤخراً خبرإعلان السيد وزير العدل والحريات المغربي عن التبرع بأعضاء جسمه وجعلها تحت طلب المحتاجين من المرضى والبحث العلمي بصفة عامة . كما تم وصف هذا الإعلان بمثابة مبادرة نبيلة دشنها السيد الوزير . إلا أن هذه الوصية التي وثقتها - حسب إحدى المصادر- إحدى المحاكم الابتدائية بمدينة الدارالبيضاء ستبقى موقوفة التنفيذ إلى حين وفاة الوصي . نسمع أخباراً من هذا القبيل عند الغرب منذ زمن طويل ، فقد وضعوا أجسادهم رهن إشارة المرضى والعلماء لأجل تسهيل مأموريتهم في مجال الطب والبحث العلمي ، إيمانا منهم بتقديم النفع للبشرية . كما قاموا بتوثيق ممتلكاتهم لصالح خدمهم وأصدقائهم ودور اليتامى والفقراء وحتى الحيوانات . ومما يُحكى في هذا الموضوع أن تمة أماكن متخصصة في الاتجار بالأعضاء البشرية مقابل مبالغ مالية مغرية خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأعضاء بالغة القيمة والأهمية مثل الدم والكلي ، وهناك مافيات بشرية يتم تسخيرها للاتجار بهذه البضاعة في آسيا الشرقية خصوصاً حيث يتعايش الفقر والتقدم العلمي متوازيين في آن واحد ، ففي التايلاند مثلاً يُباع الدم علناً . إن ظاهرة التبرع بالأعضاء البشرية للغير سلوك بشري إنساني وأخلاقي قبل أن تكون صدقة ، فوزيرنا في العدل والحريات جميلاً فعل في هذا القرار ، لكنه لم يضف الشيء الجديد إلى هذه العملية حيث قرن التبرع بالوفاة ، وهذا يذكّر بمقولة أمازيغية مشهورة (( إيوا قل أ لاز آرد ينو أوغروم – وتعني : انتظر يا جوع إلى حين طهو الخبز )) . فاليوم ، بفضل تقدم الطب وتوافر التجهيزات ، يمكن تحقيق ما يسمى بنقل الأعضاء البشرية . فبعض عمليات النقل لا تتعدى نصف الساعة . وإذا قرن السيد الوزير التبرع بالوفاة ، فإنني من حين كتابة هذا السطر أضع جسدي ، حياً لا ميتاً ، رهن إشارة البحث العلمي ونقل الأعضاء مجاناً متى كان في ذلك إنقاذ للأرواح البشرية بغض النظر عمن يكون المستفيد منها . ففي مجال التدخل الطبي يختفي الدين والجنس والجنسية واللون. السيد الوزير : إن ما ينتظره المواطنون منكم ، ليس أعضاء جسمكم ، وإنما : - بلورة وترجمة مضمون الدستور الجديد إلى ممارسات مجسدة فيما يهم قطاع القضاء وخاصة أحكام الباب السابع من الدستور المتعلقة بالسلطة القضائية واستقلال القضاء وحقوق المتقاضين وقواعد سير العدالة. - ضمان التمتع بفصول الباب الثاني من هذا الدستور والتي تروم الحريات والحقوق الأساسية للأفراد. - تطبيق الأحكام القضائية الصادرة عن محاكم المملكة. - البحث ورد الاعتبار لذوي المظالم الموجهة إلى سيادتكم عبر الرسائل المكتوبة والمفتوحة إعلامياً . - العمل على تطبيق المؤشرات المستهدفة في توجهات البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية لاقتراع 25 نونبر 2011 ، ومنها : - النهوض بفعالية السلطة القضائية وتوفير شروط نزاهتها. - تكريس عهد جديد في مجال الحريات وحقوق الإنسان. وفي الأخير نتمنى لكم السلامة في بدنكم ، ودمتم للوطن والمواطنين خادماً للعدل والحريات. اقرأ(ي) المقال ومواضيع أخرى متنوعة في الموقع الوطني هس ليكس أحمد أوحني – مراسل وكاتب صحافي [email protected]