إن أكتر ما أريد الإشادة به ولفت الأنظار إليه غنى الثقافة الامازيغية وقوة البديهة لدى الامازيغ الأوائل ورجاحة عقولهم وسلطة الكلام وعفويته لديهم وقد اغترفت من مجالستي لهؤلاء قصص جميلة وعبر تختزل تجربة حياة تختلط فيها الحكمة بالبساطة في الحياة. يحكي زوج الخالة وهو شيخ بلغ من الكبر عتيا قصص من روائع تجربتة الطويلة كمرشح بإحدى المناطق الجبلية التابعة لدمنات لكون والده يشغل منصب عون من أعوان الداخلية تحت إمرة القياد (امغارن). ويتم اختيارهم من العائلات الثرية ذات السيادة والولاء هدا ما يجعلهم في علاقة صراع مع بعض منافسيهم تتجلى في محاولة الانتقاص من مكانتهم وتتبع الزلات خصوصا في المناسبات واللقاءات مع كبار القبائل الأخرى. وذات مرة سمع أحد الخصوم ان المرشح تلقى من الدولة كميات من الرصاص قصد معالجة ظاهرة الكلاب الضالة بالسوق الأسبوعي والأحياء المجاورة لكونه الوحيد الذى يملك بندقية مرخصة يستعمله للصيد ولدلالتها العميقة في التفافة الامازيغية إلى جانب الحصان. فاختار الخصم (لحسن اوعلي) يوم السوق وقصد مكان التقاء الأكابر للنيل من المرشح باحتقاره لعمل طرد الكلاب وقتلها وبعد ان القى التحية باسلوب ساخر لفت اليه انظار الجميع وخاطب المرشح اوا السي فلان حاولتي فالكلاب؟ اجابه المرشح, الحمد لله قضيت عليهوم كاملين, باقين ليا جوج فاستغرب الجميع وسأل احدهم بدهشة شكون هما اجاب المرشح لحسن اوعلي مع ولدو. فانفجرت صيحات الضحك وتعالت وانقلب السحر على الساحر, وأصبحت القصة مثلا يتداول الصغير والكبير .