بلغ الى علمك ان مفتشا يدعى( م.ش) غادر المدينة( ب.م) متوجها الى المنطقة( ف.ج) وفي حقيبته مجموعة من البطاقات الصفراء(الوثيقة1) .فلاحظت صحبة زملائك انه افرط في استخدام هذه البطاقات فقررت ان تكتب له رسالة. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل التعليمات: اعتمادا على الوثيقة وفي عدد من الجمل من اختيارك اكتب رسالة لهذا المفتش: --تحاول فيها اقناعه بعدم جدوى اشهار هذه البطاقات --تذكره فيها بمهمته الحقيقية --تقدم له نصائح قد تفيذ الجميع باعتماد شبكة التصحيح واستنادا الى المعايير و المؤشرات، تمرن على تقويم الانتاج الاتي: اما بعد تحية طيبة والسلام عليك يا سيدي المفتش اني اكتوب لاك هذي الريسالة لاقول لك ان البطاقات التي تشهرها في وجوه هؤلاء الحفاة العراة بدون وزرات تحمل في طياتها كل معاني الاحتقار والاستهزاء والتحرش و التهديد.اعتقد يا سيدي ان كفايات و قدرات الجميع محدودة ،فلا احد من البشر يملك الحقيقة المطلقة وحتى الحقائق العلمية قد تصبح هي نفسها اخطاء الغد:"اذا اكتشفنا اننا كلنا افراد مفتقرون، ضعفاء،ناقصون،يمكن ان نكتشف اذن اننا كلنا لدينا حاجة الى الفهم المتبادل" (1).فلماذا تركز يا سيدي على الشكل قبل المضمون ولماذا تطالب بالتمام والكمال في مدرسة لاتزال في بداية الطريق؟فهل بتلميع الحذاء وسط الغبار سترتفع مردودية المؤسسة التعليمية العمومية االمتهالكة؟نبحث عنك يا سيدي في بداية السنة الدراسية لتساعدنا على وضع خطة عمل موحدة ولو على صعيد المؤسسة فلا نجدك،نشخص مستوى المتعلمين فنطلبك لترشدنا فلا نجدك،نبحث عنك لتاطيرنا في وضع مشروع المؤسسة فلا نجدك ،لترشدنا كيف سنتعامل مع هذا الطفل المعاق فلا نجدك ...وتانينا في اواخرايام السنة الدراسية وتشهر في وجوهنا بطاقاتك اللعينة .الا يكفيك هذا؟ حينما لطخت يا سيدي تقارير هؤلاء الحفاة العراة بمحتويات هذه البطاقات الصفراء تكون قد انتقلت من الاشراف التربوي النبيل الى التسلط والتفتيش والتحطيم :"الاشراف التربوي كثيرا ما يمارس في كثير من المدارس العربية كعملية سلطوية مزاجيه تفتيشية تهدف الى تخويف المعلم واحراجه واظهارنقاط ضعفه من دون بذل جهد كبير لمساعدته على التغلب عليها."(2) وعليه فان 76 في المئة من الاساتذة اجابوا ب لا في استبيان اجراه احد الباحثين(3) خلال هذه السنة حول ما اذا كان المفتش ياتي بجديد.وهل تعلم يا سيدي المحترم ان "التفتيش ليس سلطة ولكنه برنامج من التصورات والاقتراحات والبدائل التي تدلل الصعوبات امام مهنة التدريس و عندما يتحول التفتيش الى سلطة فانه يفقد كل مبررات وجوده في الحقل التربوي وفي التربية الحديثة"(4).اما الزيارات المفاجئة التي تقوم بها يا سيدي بوعز وهمس وشهادة زور من بعض المديرين وتقوم خلالها بتقييم عمل هؤلاء الحفاة العراة في دقائق فهي فعلا خارقة ولكن تاكد انها تفتقد الموضوعية لان القياس الموضوعي ينبغي ان ياخذ بعين الاعتبار الطابع المركب لعملية التدريس ومدى صعوبتها وتعقدها .صحيح ان المدرس عنصر اساسي في العملية واغلب المدرسين يحاولون الرفع من مستوى تحصيل تلامذتهم لكن عوامل داخلية وخارجية متداخلة تكون مؤثرة واحيانا حاسمة فهناك على سبيل الذكر عدم تمكن المتعلمين من التعلمات الاساسية وانتقالهم ،المقررات الدراسية،العرض التربوي بما فيه البنية التحتية ،الوسائل التعليمية ،الاكتظاظ...وهناك الاسرة والمحيط وانت يا سيدي مسؤول عن المستوى التعليمي بمنطقتك فلماذا "نعلق الحجام وحده"؟ اما النصائح التي اود ان اقدمها اليك يا سيدي فعليك ان تستخلصها من هذا الكلام الموزون من الثراث الشعبي(5): -- اللي غلب عليك بالضيق غلب عليه بالتعليق. -- اللي كبير عند راسو صغير عند الناس. -- اللي كلامو كا يجرح عمرو ما يربح. -- سيد الناس لي ينفع الناس. -- على من غلبتي يا الهم على ولد العم. -- غاب شهر وجاب قبو عامر حجر. -- صلاح الانسان في حفظ اللسان. -- عندما نعالج الخطا بالخطا تكون النتيجة خطا ثالث. الخير بالخير والبادئ اكرم و الشر بالشر والبادئ اظلم. نحن على علم يا سيدي بان ظروف عملكم انتم ايضا غير مشجعة بما فيها التنقل و شساعة المنطقة التربوية وتعدد مدارسها واساتذتها ،ونحن لم نتحدث لا عن الكفاءة ولا اللباس ولكن عن الجانب العلائقي الذي نعتبره من دوافع التحفيز والتشجيع للاستاذ. وفي الاخير ارفع تحية تقدير واحترام وشكر لكل المفتشين والمديرين والمسؤولين الذين يزوروننا في فصولنا ليبتوا فينا روح الامل والعمل ،كل اولئك الذين يراقبون ولايحطمون،وكلنا امل ان تصبح واحدا منهم ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله. الاستاذ علي (1)Edgar Morin « les sept savoirs necessaires à une éducation future » (2)يزيد عيسى السيوطي"السلطوية في التربية العربية" (3) حمد الله اجبارة " الهدر المدرسي" (4) محمد مكسي " كفايات التفتيش التربوي" (5) هشام لمغاري " زين الكلام"