كنا بالأمس القريب وحتى اليوم ننادي بالديمقراطية ومحاربة الفساد والمفسدين ،كنا نسمع شعارات فضفاضة تزرع في القلوب الحماس وتهز الكيان ، كنا نلاحظ كل يوم مسيرات واعتصامات تندد بالخروقات والتجاوزات ، تكشف النقاب عن كل مستور وكل مسكوت عنه ، فتعرت الحقيقة وتكشفت وجوه أولئك الذئاب ،مصاصي دماء الضعفاء، أولئك الدين يستغلون ضعف الآخرين وتجدر الأمية والجهل في المجتمع . لكن ما يوحي بالاستغراب أننا سنلدغ من الجحر مرتين ، فنفس الوجوه التي تكشفت ، أولئك الدين كنا ننعتهم بشعاراتنا بالمفسدين ومصاصي الدماء هم الدين نلاحظهم اليوم بنفس البذلة التي ارتادوها البارحة وبنفس الحاشية . فمقاهي المدينة هده الأيام تعرف حراكا مهما ، فحتى الدين لا يعرفون في السياسة حرف السين وجهوا أدانهم صوب أكابر السياسة ليعلموا هل من جديد بعد دستور جديد ،حتى يساهموا في إخراج سيناريوهات تتلاءم مع القوانين الجديدة (كيف ستعطى الرشوة وتشترى الذمم بطرق قانونية ). و الغريب في الأمر أننا نلاحظ طرفا آخر يبحث عن مكبرات حديثة الصنع ليتمكنوا من مراقبة ورصد الأجواء ، ترى لمادا كل هده الصراعات ، كل هدا التهافت بل كل هدا الأمل في التغيير ما دمنا لم نتغير ، ما دمنا سنلعب بنفس الفريق بنفس التشكلة مادا سيتغير مهما غيرنا الحكم (القانون) . كنا ننتظر أن تنتفض الشبيبة داخل الأحزاب ، كنا ننتظر ان تتصدع قواعد كل حزب وتقع تغيرات بل تغيب وجوه سئم الجميع من رؤيتها ، أم ان جذورها تجدرت في الأعماق بفعل الرخص في أعالي البحار ، بفعل الشركات الوهمية ، بفعل الضرائب التي أعفوا منها او لم يؤدوها ، بفعل السرقة والنهب لجميع الصناديق ، بفعل الصفقات التي تمر عبر الأثير ، بفعل التكتلات واللوبيات التي صنعت الرعب والخمول في نفوس الضعفاء ، بعفل انتشار الأمية والجهل وبفعل عدم تساوي الفرص في كل شئ . كنا ننتظر نخبا جديدة ، وجوه أولئك الدين يتشدقون بالديمقراطية عبر منابر الإعلام أولئك الفاعلون الجمعويون الدين يؤمنون بالتغير بالتنمية . ايها الشباب الغيور عن هدا البلد ، اين روح المواطنة ، اين روح التضامن ، ايها الأحرار فهده فرصتكم فلا تتركوا المجال لنفس الوجوه التي سئمنا منها .حاربوا الخوف والخمول وهلموا الى الميدان ، فان أسود السياسة وان هرموا قد جيشوا لكم أشبالهم بأنيابهم فلا تخشوها وتجندوا وراء عاهل البلاد وشاركوا في الانتخابات ، حتى تتمكنوا من كسر أنيابهم . فحتى لو قاطعتم الانتخابات فان هدا في صالحهم فان خبرأهم درسوا جميع الاحتمالات والتوجهات فهم ادرى منكم بما يجري ، فهم صنعوا الخرائط وقسموا المجالات ، جعلوا حلولا لكل التكهنات والاحتمالات فلا سبيل لإضعافهم الا بدحر كوادهم في الميدان ، فهده فرصتنا جميعا . عاش المغرب ملكا وشعبا ديمقراطيا حرا .