كذلك الأم تصرخ عاليا، حين يخرج رأس المولود، تستقبله أشعة النور، حياة جديدة، و يصرخ المولود، سعادة و تأس في اللحظة نفسها لهول عظيم منتظر يقرأ تفاصيله على صفحات تجاعيد وجه القابلة ... عندما ولدت أنا، أخرجت راسي، رأيت نارا و نورا حولي، ووجه القابلة العجوز، وسمعت صراخا ممزوجا بأصوات متبادلة مبندلة، ولم اصرخ، بقيت صامتا لبرهة، حتى قلت في قرارة نفسي: لما الصراخ والعويل، لأبدأ أول فصول المسيرة ببهجة مشرقة. بعدها أطلقت ضحكة جميلة مستهزئة، فاستغربت القابلة وذهلت، تركتني لمصيري حتى إنها لم تتم بعد مراسيم الحفل، بخورا وجريد نخل و أشياء أخرى... الحسن أنفلوس