التوفيق عندو جوج وجوه ،هذه هي العبارة التي يمكن أن نصف بها وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية ،فهذا الوزير الذي يشرف على وزارة لها وزن وقيمة كبيرة في نفوس المغاربة لكونها تعنى بأمور دينهم وتدبر الحقل الديني، في البلاد . فلم يمض أكثر من ثلاثة أشهر على الإستفتاء،تخرج علينا بدعوة موجهة للقيمين الدينين وخطباء المساجد تحثهم على التزام الحياد في الإستحقاقات الإنتخابية المزمع تنظيمها في 25 نونبر2011، حيث جاء في مذكرة صادرة عن الوزارة التي يرأسها الوزير احمد التوفيق الذي يتبع الزاوية البودشيشية، الدعوة إلى تجنب كل انحياز "قد يفهم منه، صراحة أو ضمنا، قيامكم بدعاية لفائدة أو ضد أي مترشح أو هيئة سياسية أو نقابية أو أية جهة أخرى كيفما كانت". وأشارت المذكرة أن على "الراغبين في الترشح أو القيام بحملة انتخابية لفائدة أو ضد بعض المترشحين التقدم بطلب إعفائهم من مهامهم الدينية بصفة نهائية شهرا على الأقل قبل فتح باب الترشيح"،كما حذرت المذكرة من "كل مخالفة لهذه التعليمات تؤدي، بعد التأكد من ثبوت وقائعها، إلى إعفاء مرتكبيها2011. فالحياد واجب سيدي الوزير عندما وصلت الانتخابات وتوجست خيفة أنت و وزير الداخلية والحكومة الفاشلة من إمكانية تعاطف الأئمة مع حزب إسلامي أو يساري بعدما فقدت الأغلبية شعبيتها وأثبتت فشلها في تسير أمور البلاد تحت رئاسة عباس الفاشي ،فتلقيت الأوامر فتوجهت برسالتك للخطباء والأئمة بأن يكونوا في حياد تام ويعتزلوا السياسة لأنهم خلقوا للدعوة وتعليم الناس أمور دينهم ،فنحن معك في هذا ،لكن لسنا متفقين معك حينما أعدت وزارتكم خطبة رنانة ألقيت في كل مساجد المملكة ،خطبة لم تترك كلمة جميلة أو وصفا معبرا إلا وألصقته بالدستور ،حيث تفنن الخطباء في إلقائها وأسمعوها لكل المصلين ،المؤيدين للدستور أو المقاطعين له أو الرافضين ،الكل أجبر على سماع الخطبة ،فأين حياد الأئمة والخطباء في تلك اللحظة ؟هل التزمت وزارتكم الحياد حينما استغلت الأئمة بطريقة دنيئة ليتم إجبارهم على ترديد تعليماتكم على مسامع المصلين لأنهم غير مقتنعين بها ومستنكرين استغلال المساجد لأغراض دنيوية؟لماذا سيدي الوزير طردتم وفصلتم الأئمة الذين قالوا "لا" لتعليماتكم فقطعتم أرزاقهم؟لماذا سخرت الزاوية البوتشيشية للترويج والدعاية للدستور في مسيرة حاشدة بالبيضاء، بعدما كان البوتشيشيون منهمكين في التقرب إلى الله و معرضين عن الدنيا والسياسة؟ أم أن وزارة فقدت مصداقيتها عند المغاربة تكيل بمكيالين،دستور نتبعه وندعمه مسخرين المساجد وانتخابات نقف فيها موقف الحياد،ما هذا التناقض سيدي الوزير؟ألا يجدر بكم أنتم قبل أي أحد آخر تخصيص ولو خطبة واحدة تخدمون بها البلاد والعباد،خطبة إما تدعون فيها المغاربة إلى مقاطعة مهزلة تشرف عليها الداخلية وتعد لها سيناريو مشابه لما وقع في الإنتخابات التي سبقت ،وحتى ولو أردتم أن لا تقفوا ضد وزارة الداخلية فالحري بكم تحذير الناس من المفسدين من اليرلمانيين الذين عاتوا في الأرض فسادا ونهبوا خيرات البلاد،وتعلنون أسماءهم أمام الملأ بعد ان تتسلموا لائحة الممنوعين من زميلكم في الحكومة الشرقاوي. فحبذا سيدي الوزير ان تعيد النظر في تخصص وزارتكم وان ينحصر دورها في الشأن الديني وتنوير المجتمع بتعاليم ديننا الحنيف والإبتعاد عن أمور الدنيا والسياسة التي ستفقد وزارتكم التقدير والإحترام بين صفوف المغاربة