تم رصد تحركات غير مسبوقة لوحدات الجيش تطرح عدة تساؤلات، تتجه جميعها نحو الجنوب و بشكل لا يثير الانتباه بالنسبة للمتتبع العادي، في كل مرة مقاتلتين أو ثلاثة، أو شاحنة دخيرة، أو عربة "جيب" عسكرية من النوع الثقيل. هل لربيع الديمقراطية العربية دخل فيما يقع؟ هل فعلاً هناك شيء مريب في الأمر أم هي مبالغة؟ هل هناك خطر قادم من الجنوب يتهدد استقرار المغرب؟ أسئلة كثيرة تتبادر لكل متتبع لمثل هذه التحركات؟ لكن السيناريو الأكثر خطورة و الذي سينعكس على الشعب المغربي قاطبة، من بين جميع الأجوبة المطروحة، هو التالي: الأنظمة الدكتاتورية بالمنطقة، قصر المرادية الجزائر، الرباط، و تندوف مدعومة بمرتزقة مالي تشاد و النيجر، تتفق اليوم على أجندة خارجية موحدة لتصريف أزماتها الداخلية، جراء التحولات التي تشهدها المنطقة العربية و المغاربية، و هي افتعال حرب اقليمية بين المغرب و البوليساريو، الخاسر الأكبر و الوحيدفيها هو الشعب المغربي، هذه الحرب الاقليمية حول الصحراء ستكون لتصفية الحسابات مع شباب التغيير في كل من المغرب و الجزائر و البوليساريو، حيث سيفرض التجنيد الاجباري على الشباب النشيط بالحركات المطالبة بالتغيير، و أول الشهداء سيكونون هم بالدرجة الأولى، كي لا تضطر الأنظمة إلى تصفيتهم بالشوارع، و ثانياً من أجل جعل الجميع يعتقد أن الأمن الداخلي في خطر و أن ضرورة الاجماع الوطني حول الملكية بنسختها الحالية هو ضرورة ملحة، و كذلك قصد الالتفاف حول رموز السيادة،و ثالثا لتبرير الزيادات في الأسعار تحت دريعة تمويل الحملات العسكرية، و هي المؤامرة التي ستضعنا في مصاف الدول الأكثر تخلفاً و استبدادا عبر العالم. نتمنى أن نكون مخطئين بشأن هذا السيناريو، لكن إن كان هذا ما سيقع، فسنصلي صلاة الجنازة على هذه الدول شعوباً و أنظمة. سيبدوا هذا السيناريو مبالغاً فيه، أو أنه يستهدف الأنظمة الحاكمة، و سنطالب بتبرير هذه القراءات. لكني أقول أن مثل هذه التحركات التي تشهدها وحدات الجيش، المطالب الوحيد اليوم بتفسيرها هم قادة الجيش. لأنها تأتي في هذه الظرفية العالمية و المغربية الدقيقة بالضبط، و لم نشهدها قبل 17 دجنبر موعد أول شرارة تحرر عربي. لماذا اليوم؟ نصوح بوكرين بني ملال