قال تشي كيفارا لرفاقه أثناء قيامه بالثورة في بوليفيا : « الثورة كالنحلة ' والفلاح كالزهرة ' لا تستطيع كل واحدة منهما أن تعيش وان تنتج بدون الأخرى ' لهذا سنكون كالخلية ' لا نقبل أية حشرة غير ضرورية . » . ونفس الشيء اليوم ' نراه في المجتمعات العربية ' حيث رفض الشباب قبول أي تدخل في ثورته ' من أحزاب ونقابات وشتى" كلاب الحراسة" للنظام الذي أرادوا إسقاطه . فقامت الثورة في تونس ومصر وقريبا ستنجح في ليبيا ' على أساس وأكتاف الشباب ' و الفلاحين والعمال والحرفيين وكل الطبقات الكادحة . ولكن الشيء الغريب في الأمر ' والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا لم تقم هذه الثورة في الدول الأوروبية أو القارة الأمريكية ؟ أو مكان آخر غير إفريقيا ؟ أليست هذه الثورة بادرة من بوادر النهضة العربية الإسلامية؟ أو على الأقل بداية مشرقة لغد عربي إسلامي زاهر ' تتساوى فيه الهوية بالكرامة ' والحرية بالديمقراطية ' والعدالة بالمساواة وتكافئ الفرص . في الحقيقة رد هذا الشباب العز للمواطن العربي الإسلامي ' وحير العالم بأسره ' وبطرق بسيطة سلمية ' اسقط أهراما فاسدة ' لصوص وطغاة يحكمون شعوبا بريئة فقيرة ' يكدسون الأموال الكثيرة المحرمة في بنوك الدول الغربية ' يسكنون في القصور والمباني الفخمة ' وكثير من فقرائهم يتسكعون في الشوارع والأزقة ' فراشهم الأرض' وغطاؤهم السماء . ما ظن احد منا يوما ما ستقوم ثورات في مجتمعنا ' تزيل عنا عار الخوف والانهزامية ' وتصورات وتمثلات الخيال الصهيوني ' لما قالو عنا أمثلة استهزائية ' وألفوا في سلوكياتنا أسفارا عنصرية ' فمن هذه الأمثال " اتفق العرب على أن لا يتفقوا " و " العرب لا تقرا ' وان قرأت ' لا تفهم ' وان فهمت ' لا تنجز أي عمل جيد . إن ثورة شبابنا - حفظهم الله من أي مكروه - قمة العز والمجد . كما قال جمال الدين الأفغاني : «إن كانت صيحة في واد ' فإنها غدا ستقتلع الأوتاد .» . ابتكروا طرقا خاصة بهم " فايص بوك" زلزلوا بها أهراما من الطغاة والمستبدين ' تخيلوا معي هذه الأحداث والوقائع : قضى زين العابدين بن علي ' ثلاثة وعشرون سنة في الحكم ' وقضي عليه في ظرف ثلاثة وعشرين يوما . حسني مبارك يفعل ما يشاء في شعبه ' دون مراقب ولا محاسب ' هوى من فوق كرس الحكم بإرادة الشعب الباسل . أما قضية" القدافي " ' فسيقذف في ما لا تحمد عقباه . إن واقعنا الاجتماعي والسياسي ' شبيه بقصة " وافق شن طبقة" ' ادعى كثير من رؤساء الأحزاب والنقابات الانتهازيين ' إنهم كانوا السباقين إلى هذه المطالب التي يدعوا لها شبابنا الباسل اليوم ' لكن ما الذي جعلهم لم يقوموا بالتغيير الجدري الذي أتى به شباب "فايص بوك " أظن جهلهم التام بالانترنيت و المعلوميات ' واستهزائهم بوجود وخبرة هذا الشباب المعاصر . والله إن هذا الشباب لمفخرة لنا ' أحيى كرامتنا بين الشعوب والأمم ' ورد لنا عزتنا ' فكيف عادت بوادر التغيير الجدري في مجتمعاتنا ؟ ونحن ننعت بأدنى وأقبح النعوت والأوصاف ' حتى أصبحنا ننسى هويتنا وقيمتنا الماضية 'ومجد أسلافنا الكرام .هلموا جميعا نساند هؤلاء الذين ثاروا على المنكر – بطرق سلمية – وأرادوا لنا الخير ولمجتمعاتنا. محمد همشة . 05/03/2011.