إ ن الحرية تولد مع الإنسان أو بالأحرى قبل مولده، إنها قضية جينية (نسبة للجينات)، فلولا الحرية لما ولد الإنسان أو كما يقول البروفيسور المهدي المنجرة(*). إن استوقفنا لحظة بُغية إعطاء تعريف للحرية لوجدنا أنها لا تُعرَّف بالمصطلحات المعهودة، ولو فعلنا لما استوفيناها حقها لأنها لا تسمى، كما أنها لا توجد في الكتب أو في الإعلانات، ولا في برامج الحكومات كما نتوهم جميعا، لأن الحرية في الأذهان، إنها تُعاش بمبادرات شخصية كانت أو جماعية، في مناخ حر كيفما كان، البيت أو الجامعات أو مختلف الأماكن والمرافق التي يجتمع فيها الناس. لا كما تترجم عندنا في دول العالم الثالث في الخطابات والنصوص لا غير، تبقى جافة حبيسة الأقلام وسجينة الأوراق. في بلدان اعتدنا فيها سماع سيناريو يقول: ظلم ...جهل، تجهيل وأمية...جوع، تجويع...مجاعة، أوبئة بلايا، تطاحنات دموية وحسابات سياسوية ضيقة، ونزاعات اثنية ودينية وإقليمية وحدودية... إلى متى؟ّ!.. أنقول آن الأوان والوقت قد حان لنعيش الحرية بعقلانية الفعل ووضوح المطلب، والذي ينشد الإصلاح بكل معانيه. إنها حقا مرحلة تحول كبرى تبشر بميلاد جديد، إنها مرحلة لذيذة ستحملنا إلى مشارف عهد جديد. (*) مازلنا نستوحي وسنظل أفكارنا من منبع البروفسور المنجرة.