سؤال ما يفتؤ يطرحه الخنزير على ماكر الحيوانات الخنزير برغم الصورة السلبية الملتصقة به ،التي كونها بنو البشر عنه لنجاسته يظل بريئا، لأنه مدان بالفطرة ،أندينه وهو البريئ؟،أليس الحيوان الوحيد الهائم على وجهه الذي لا يحسن الإلتفات و الدوران؟ ،أليس يشبه الزمن الذي لا يؤمن بالتراجع؟ ،أليس يشبه اندفاعه شعاع الضوء المنبعث من فانوس،؟...تلك اذن كانت صفات الخنزير فهل لنا أن نقتدي به ؟ صحيح أنه نجس وقد نجسه الله،لكن أليس يفضل الثعلب؟لا تجزموا بشئ إلا أن تتعرفوا مناظرة الثعلب و الخنزير ،فأعيروني مسامع ألبابكم لأفضي إليكم بما جادت به أفكاري. في سالف العصر و الأوان وفي هضبة من هضاب" تسليت" كانت هنالك مناظرة بين ثعلب وخنزير محكمين بينهما وحيش الغابة صغيرها وكبيرها ،محاول كل منهم إفحام خصمه بعديد الجحج التي يستدل بها والتي يفاظل بها بني جنسه عن بني جنس الآخر . - قال الخنزير ما الحق وما الباطل عندكم ؟ - أجاب الثعلب بنبرة ملؤها التهكم والسخرية:الحق هو ما لنا ، والواجب ما علينا القيام به، فيكون الواجب بهدا المعنى حقا للآخر علينا ، كما يراد بالحق باطل و بالباطل حق ،إن المعادلة تتعلق في كليتها بدرجة مكر الواحد منا - حملق الخنزير كثيرا في وجه الثعلب ثم التفت الى جيش الوحيش وكأ نه يبحث بين أجسادهم المتكاثفة عن حقيقة ثاوية ضائعة ،ثم قال لم أفهم شيئا ،إنكم تقولون ما لا يفهم -فرد الثعلب إنكم من لا يفهم ما يقال ،دعني إذن أضرب لك مثلا حتى تتبين الأمر أكثر.،افترض مثلا: أنه- في قسمة غير عادلة- قام كبيرنا بتوزيع الطرائد على الوحيش ،أأعترض عن القسمة أم أستكين وأخضع؟ - أجاب الخنزير عاجلا ،بديهي أن تعترض وتحتج وتجعل الآخرين من أمثالك يعترضون فهدا حق يراد به حق - ضحك الثعلب من الخنزير ملء فاه ثم قال صه، كم أنثم ساد جون ، لا بل ما قلته باطل - استفسر الخنزير فائلا :كيف؟ ثم أجاب الثعلب : - إن إعترضت كنت حينها أمام أمرين مرين، الأول:أن تتم القسمة بيننا بالتساوي – وينذر أن يحذ ث ذلك-فيكون نصيبي منها زهيدا لا يكفي لعددنا الكبير الثاني :أن يتكالب بعضنا على بعض دون كبيرنا (في استقلا لنا عنه) ،فأ كون الخاسر أيضا قال الخنزير،فهمت الآن ،الحق والباطل مرتبط بما تحققه من نفع خاص قال الثعلب : أجل،وكيف لا . الخنزير :وكيف يكون لك ما تريد والحالة هاته؟ الثعلب :ما أن يشرع كبيرنا بتوزيع الطرائد في قسمته الغير العادلة حتى أبادر إلى مباركة صنيعه والثناء عليه ،والحرص على أن يكون الجميع راضين ،وكلي يقين أن فئة من الثعالب ستدعم رأيي في حينه رغبة منها في تحصيل مكسب،فأكون بهذا أيضا المحصل الأول لمكسب -الخنزير :هذا باطل الثعلب :لا بل حق تمسك الطرفان برأييهما ،واحتكموا الى بقية الوحيش فكان أن اتفق الجميع على أن يحكموا رأي الثعلب إلا ثعلب واحد فقال الخنزير للثعلب الوحيد غاضبا، لما ذا أنثم هكذا؟??? فقلت للخنزير تمسك برأيك ودعهم يمكرون ،"...والله خير الماكرين" خلافا لمكر الثعالب،فماذا أنثم قائلون بدوركم ؟؟؟؟ يتبع...