مع اقتراب توقيع محضر الخروج بالنسبة للأساتذة، يبدأ الحديث عن العطلة و كل ما يتعلق بها.وأستغرب كثيرا حينما أسمع من أفواه موظفين في قطاعات أخرى جملا من قبيل :رجال التعليم \\\"مبرعين\\\" بالعطل،رجال التعليم \\\"واكلينها\\\" باردة...إذا كانت هاء \\\"واكلينها\\\" تعود على العصا و \\\"تمارة\\\" فأنا أتفق معهم،وإذا كانت تعود على \\\"الخبزة\\\"فأنا لا أوافقهم الرأي لأن رجال التعليم \\\"واكلينها\\\"حارة.كيف ؟؟؟ نحن نعلم جميعا أن أغلب رجال التعليم يعملون في البوادي التي تشكل النسبة الكبيرة من التراب الوطني،والجميع يعرف حق المعرفة الوضعية المزرية لهذه البقاع.فهل يأكلها باردة من يضطر إلى ركوب شاحنات نقل الدواب للوصول إلى مقر عمله؟هل يأكلها باردة من أبعد قسرا عن أبنائه إلى الفيافي؟هل يأكلها باردة من يدرس أقساما مشتركة من أربع إلى ست مستويات؟هل يأكلها باردة من لا يلمع حذاءه إلا نهاية كل شهر حينما يغادر إلى المدينة لصرف تلك الحوالة التي لا تغني من جوع؟هل يأكلها باردة من أثقل كاهله بديون شركات القروض الوسطى والكبرى؟هل يأكلها باردة من يتقاعد بأمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم؟هل؟هل؟هل؟ إن الأساتذة ليسوا في عطلة كما يعتقد الجميع،فللعطلة شروطها التي لن تكتمل حلاوتها إلا بها.وأهم شرط،، الراحة النفسية ولن تتحقق هذه الراحة إلا بتوفر الموارد المالية التي تجعلهم يحسون أنهم فعلا يقضون عطلتهم مستمتعين في أماكن يختارونها مسبقا.فالأستاذ يحتاج سيارة لسفر أبنائه بعيدا عن صخب وضوضاء وسائل النقل العمومية،وهو يحتاج رصيدا بنكيا لتلبية حاجياتهم من مأكل ومشرب ووو.فهل يتوفر على كل هذا؟ في تعاملهم مع العطلة،الأساتذة فئات:فئة قليلة تختار دائما السفر خارج أرض الوطن ليس للعطلة ولكن للعمل،فئة أخرى قليلة توفر مصاريف العطلة خلال أشهر السنة على حساب مجموعة من الضروريات الأخرى،فئة أخرى تختار بعض الأقارب لقضاء العطلة في بعض المدن،وأخيرا فئة عريضة لا حول لها ولا قوة تنظر إلى قضاء العطلة في أحسن الظروف حلما بعيد المنال. فهل هؤلاء كلهم في عطلة؟ بالطبع لا