حتى وإن كان نصيبي منك سرابا ... سأركب هذا العناد حتى أنتصب زيزفونة تلوذين بها كلما ضاق بك المدى ، أو جفاك وهم الانتساب.. سأرتب من جديد أركان قلبي لأستقبلك بما يليق من حفاوة ، حتى وأنت بلواي .. حتى وأنت تهزئين بما في عينيّ من تراب .. وان شئت لملمت ما تحصّل عندي من سِفر الحياة ، ثم نسجته إكليلا لأتوجك بالمطلق رغم الغياب.. وان شئت نثرت دمي عطرا في ليل الأنخاب.. وان شئت أجيئك مخضّبا بسحنة الأرض وفتنة العباب.. أو أجيئك محمولا على هودج من بريق يلمع بين السحاب.. كل همي سيدتي ، أن أرضيك .. وأحفر أحشائي لأعطيك : وهجا يتلألأ في لياليك.. ألقا استقطرته من رحلة العذاب.. نسغا استحلبته من وطأة الأتعاب ، وحمأة الاغتراب.. كل همي سيدتي ، أن أراك تعانقين الاشراق .. وتنطلقين بهية ، زاهية الأحداق .. حتى وان تجشمت ما لا يُطاق .. حتى وان خالفت فيك الرياح الأربع ، وتشردت في الجهات الأربع ، وتجرعت المرّ ، والأفظع.. حتى وان كان نصيبي منك سرابا ، ولا شيء غير السراب.. فهل تقبلين ، أم كعادتك ستمانعين ؟؟ وتشطين بعيدا في الامتناع ، لأشط وحدي في الضياع ..؟؟ عبد اللطيف الهدار [email protected]