أن يخالف أستاذ القانون ،ويتجرد من كل المبادئ والقيم النبيلة المفترضة في أستاذ، ويقدم دروسا خصوصية بالمقابل ، فتلك مسؤوليته يتحمل تبعاتها ، ويعاني وحده من وخزات الضمير الإنساني والضمير المهني إن كانا لايزالان يجدان لديه موقعا من الإعراب ، وأن يجد من يقتطع (مرغما) من قوت يومه و يضخ في جيبه على رأس كل شهر ما لا يقل عن مائة درهم ، خدمة لصالح فلذات أكباده فذلك أمر يمكن تفهمه، لكن أن يعاقب الأستاذ -- وليس أي أستاذ ، فهو من وسط اجتماعي مريح، وليس في أمس الحاجة إلى دريهمات يأخذها من حيث يدري أو لا يدري بالتعنيف -- أن يعاقب من لا يخضع لابتزازه من المتعلمين كحلمة إضافية يمتص منها ما يشبع - وما أظنه يشبع - جشعه، من خلال التفاني أكثر في الشرح خلال الساعات الإضافية المؤدى عنها بشكل يجعل عمله داخل القسم عبارة عن حركات تسخينية فقط ( والصح والعمل راه خارج الفصل)، بالإضافة إلى إنجاز تمارين مع هؤلاء المحظوظين من التلاميذ لا تختلف كثيرا عما يطرحه ضمن الفروض الفصلية إن لم نقل هي نسخة طبق الأصل لها، حتى يتميز هؤلاء عن الآخرين، فمن جهة تظهر بركة الحاج عليهم ومن جهة يوجه رسائل مشفرة إلى المتقاعسين الذين لايرغبون في الالتحاق بمجموعته ذات المئات من الدراهم ،أن يحدث كل هذا والمسؤولون الإداريون والتربويون لايحركون ساكنا فذلك ما لا يمكن استساغته ولا يجدر السكوت عنه ،أم تراهم يدخلون عمل هذا الأستاذ وأمثاله ضمن خانة الرفع من مستوى التعلمات الذي يسعى إليه مخططهم الاستعجالي؟. وأريد قبل أن أختم أن أتوجه إلى استاذنا الكريم الذي كنت أنظر إليه كشخص متزن وعليه من الوقار والاحترام ، والسمعة الحسنه في محيطه التعليمي والعام ، ما يغنيه ويحصنه من وضع نفسه في مواقف مثل هذه تجعل أصابع الناس تشير إليه، خاصة وأنك لست في أمس الحاجة إلى هذه الدريهمات المغصوبة شئت أم أبيت حتى وإن لم تعنف أصحابها لأنه كما يقول المثل الدارجي ( المحلوبة حليب والمعصورة دم ) وإذا لم يكن لك من النهب والاسترزاق بد فاتق الله في تلامذتك وأبنائك الآخرين والله معينك على ما فيه صلاحهم ، ومقدر لك ذلك في أبنائك من صلبك. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وكل عام وانت حاج