يتمتع سخمانيون في شتى بقاع الأرض، بالقوة الفكرية والقوة العقلية والقوة البدنية، ويتميزون بالروح المعنوية العالية، وسمات الشخصية الواثقة الراشده، والنفس المطمئنة الهادئة.. * وصايا الإسلام تنص على حفظ حقوق الإنسان، وحفظ كرامته واعتبار آدميته.. وإلى ما لا نهاية له حيث يشمل هذا النهج العظيم كل صغيرة وكبيرة في كيان الإنسان هذا المخلوق العظيم الذي ينطوي فيه عالم قائم بذاته ومسخر لرعايته وتداعياته.. إلا أن انحراف الفكر رويداً رويداً عن مسار النهج، الصراط المستقيم أودى بالمجتمع إلى الانحدار من القمة إلى السطح الذي يموج ويهوج بكل الاختراقات والتعديات والتوهمات والأخطر اتباع كل نفس هواها، والجنس البشري إذا لم يقيم بالمعيار العقائدي الصحيح والنية السليمة والنهج المستقيم، فهو أشبه بعالم الغاب، أو بالطبيعة البدائية المظلمة، وهنا تظهر عظمة الإسلام حيث جاء هادياً ومرشداً ومعلماً ومضيئاً خبايا العقل ومغالق الفكر وثنايا البصيرة.. * إننا حين نرى التعصب والعنصرية والتمييز العنصري في تاكلفت ومن قبلها المعارضين منذ عصورهم المظلمة فهذا قد لا يستغرب من أقوام لا يعرفون الإسلام ولا يدينون به. إنما حينما يبدأ هذا التعنصر القبيح يطل بسطوته وتبجحه على المجتمعات السخمانية فهذا نذير شؤم، واستطالة للباطل وتلاش للحق!! * إن الفوقية والتعالي والكبر والتهكمية هي سبب الاهتمام بفئة دون أخرى، وبأفراد وبمسميات وبجنسيات وبقبائل وحتى بأوطان !! وهذا الداء العضال الذي أخذ في التسرب إلى جسد الأمة هو ما يوهنها ويضعفها بل ويشل أطرافها.. * إن قلة الوعي وغياب الوازع الديني يتضح حين يكون انتماء الفرد للقبيلة أو لمسمى العائلة أو أو .. الخ أكثر من انتمائه للمنطقة! ذلك ناتج الجهل بمعرفة الدين الإسلامي، والجهل بالعلم واضمحلال الثقافة والغرس التربوي وضعف التوعية، مما يضعف العدل والمساواة بين الإخوة أو بين أفراد مجتمع واحد وأيضاً بين أفراد (أسرة واحدة)!! فتتميز طبقة عن طبقة وأفراد عن أفراد على حساب الآخرين!! كما أن عدم كفاءة المسؤول، واخفاق استيعاب الأنظمة واللوائح المدنية لجميع (حقوق) شرائح المجتمع وكفالة تلك الحقوق تقود إلى التعصب والعنصرية. * إن العنصرية داء جاهلي أول من نادى به الشيطان نعوذ بالله منه حيث قال: (أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فالتعصب مسلك جاهلي، أباده الإسلام وقضى عليه، وحذر من التفريق والتمييز ما بين جسد الأمة الواحد قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ). * إن مظاهر خطيرة من العنصرية وأشكال التعصب، يشهدها ويتعرض لها آلاف من البشر، تعود أسبابها لتوهم فئة من الناس مكانة اجتماعية علية فوق الآخرين بسبب العرق أو السياسة أو المال، ولا تزال الدوافع العنصرية تهب لأصحابها من الكرامة والحقوق ما ليس لغيرهم، وكثيراً ما تسقط عنهم الاستحقاقات والإلزامات التي تترتب على الجميع!! فإن سيطرت هذه الأوهام على ذي سلطة أو قرار فقل على الدنيا السلام.. * إننا حين لا نلتزم بالشرائع والأصول والوسائل التي تجعلنا ننبذ العنصرية فإننا لا شك سوف نعاني من الظلم والفقر والقهر والتلاعب واستغلال المناصب وسنعاني أكثر من فساد يشل المبادئ والقيم. ويطيح بفضائل الأخلاق فيتعطل مبدأ (التكافؤ) للفرص والاجتهادات والإبداع ويحرم الكثير من الناس من منح عطائهم للمنطقة وخدمة بلادهم وأهدافهم ومقاصدهم الخيّرة، والمعضلة عنصرية أبعدتهم لمجرد أنهم لا ينتمون لتلك الفئة أو ذاك المسمى أو هذه المدينة!! سليمان وخلا [email protected]