لم أكن أظن أني في يوم من الأيام سأجلس على كرسي الرئاسة، لم أكن حتى لأحلم بتحولي من مجرد مصلح دراجات عادي، إلى رئيس مجلس بلدي، لم أكن لأتوقع فتح حساب بنكي، بعد أن كنت أجمع الدراهم في إناء فخاري قديم، بصراحة أيها الناس، بفضلكم ذقت طعم الترف و البذخ بعد أن تآكلت أمعائي بالعدس و الفول. بفضلكم أيها الناس، أأقود السيارة بلا رخصة قيادة، أسرق أموالكم أمام أعينكم، و أنتم ضاحكون و مسرورون، أفعل ما أشاء بأراضيكم و أنتم غافلون أو راضون، فضلكم أيها الناس أتسلق السياسة طولا و عرضا، و أنا من الأميين. قد حلمت يوما بالرئاسة، لكن الحلم مختلف عن الواقع، فقد حلمت برئاسة فرقة موسيقية، أو رئاسة ورشة كبيرة لإصلاح الدراجات، لم يكن مستواي الثقافي و لا الاجتماعي يسمح لي برئاسة المجلس البلدي. قد مرت السنوات أيها الناس، و لن أترك الكرسي، أعرف أنكم غاضبون الآن، مستاؤون و نادمون، أقر أني لم أكن أخدم مصالحكم، لكنكم ستصوتون لصالحي ستصوتون، أعرف أنكم عني كتبتم و قلتم و استفسرتم، و عن أموالي تحققتم حتى وجدتموها ملككم، و لكنكم مع ذلك يوم فوزي ستفرحون. أيها الناس، لن أعدكم بالترف و لا بالطريق السيار و لا بالمطار، أعدكم فقط بمأدبة غذاء، او عشاء، على شرف مسؤولين كبار أستدعيكم، لشكر من ساعدوني أستخدمكم، و لأكون رئيسا أمدحكم، فهل أنا أكذب؟