لأول مرة أجد موضوعا جديرا بالاهتمام ويستحق النقاش المستفيض لما يحتويه من نقط تهم المرحلة المقبلة في رسم معالم وآفاق هذا الوطن على نهج خريطة الديمقراطية. وإذ نشكر الأستاذ فرحات لإثارته النقاش حول السياسة والفرد،لأنه لولا الفرد لما كانت هناك جماعة فبالأحرى دولة. لكن جهل الفرد بأبجديات السياسة يجعل منه حتما فارس رقعة الشطرنج تتجاذبه أطراف الصراعات السياسية ،لاعبين بذالك على اوثار نواقصه وآماله المحدودة ورآه التي لا تكاد تتجاوز أصابع قدميه،وفي هذا الصدد أود أن اطرح نقطة حساسة في الموضوع لا ادري إن كان علماء الأمة يتعمدون عدم ذكرها أم أنهم لم يولوها ما تستحق من اهتمام عن قصد أو عن غير قصد خاصة وان مبدأ الشريعة في شؤون الدولة شورى\"وشاورهم في الأمر...\"والانتخابات صورة مستحدثة تبعا لتطور الإنسان في نموه الديموغرافي والعلمي والسياسي مما يستحيل معه التشاور مع الكل،وهنا أود أن اطرح سؤالا يلح نفسه رغم أني حاولت تجنبه لكن لا محيد عنه ألا وهو: ما الفرق بين الشهادة والتصويت؟ألا يعتبر التصويت لصالح شخص فاسد زورا؟ أجل كأن تقول ما رأته عيناك في حق شخص ولو كان ذا قربى، كذالك أن تصوت تزكية لشخص دون الآخر قطعا لسبل الفساد في الأرض والعباد. وهذا ما يجب أن يصل إلى المواطن العادي ليدرك أن حساب الله آت لا محالة إن كان صوته مطية لزبانية الفساد والاستغلال. ومن جهة أخرى ففكرة أن يترشح شخص لتمثيل الناس من تلقاء نفسه لمجرد انه يملك من مقومات المعركة السياسية من مال ونسب ودرايته بمسالك المناورات السياسية تعتبر في حد ذاتها بجاحة وتطاولا على إرادة العامة والمصلحة العليا للناس أجمعين. الم يحن الوقت كي نتجاوزها ويكون الشخص من اقتراح العامة بعد مناقشة كل سلوكه ومدى استقامته وحبه للمصلحة العامة دون الخاصة؟وفي هذا الاتجاه عشت تجربة رائدة في بداية التسعينيات في تطوان وبالضبط في بوجراح إذ أقدم السكان بعد مشاورات على الدفع بالأستاذ الجامعي والإمام بمسجد بوجراح إلى الانتخابات الجماعية ضدا على رغبته لما عرف به بين الناس من خصال حميدة واستقامة ونزاهة لا يخاف فيها لومة لائم.وبفضل الله تمكن من الفوز في الاستحقاقات الجماعية ثم البرلمانية على التوالي رغم التحالفات التي تكونت لثني عزيمة الناس وآمالهم في تمثيلية مشرفة. لكن\"يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين\" ولا أظن أن هذه الدائرة عاشت أياما في تاريخها تضاهي هذه الولاية. فلما لا يعي الناس بهذا المبدأ ويتخذونه نهجا لاختيار ممثليهم؟ وبهذا تسيج البلاد في وجه دعاة الفساد والإباحة السياسية ومحبي العوم في الأوحال . نبيل [email protected]