توجد جماعة تبروشت بمنطقة جبلية منعزلة يربطها طريق غير معبد هش بطريق الرابطة بين واويزغت وتيلوكيت وطريق أخر بجماعة تاكلفت بعد أن تلاشى بشكل كلي الطريق الذي بناه المستعمر بسواعد الأهالي والذي يربط الجماعة بمركز تيلوكيت وفي الوقت الذي نتحدث فيه كثيرا عن فك العزلة عن العالم القروي وتخصيص مبالغ مالية لهذا الغرض بالجهة فإن أزيد من 98% من ساكنة تبروشت تبعد عن الطريق المعبدة ب 10 كيلومترات على الأقل. ولعل حلم الساكنة وأملهم الرئيسي منذ فجر الاستقلال هو ربط الجماعة بطريق معبد يفتح المجال لاستقرار الساكنة وخفض تكلفة المعيشة وانتعاش الأنشطة الفلاحية والاقتصادية لاسيما أن المنطقة تتوفر على مؤهلات فلاحية، غابوية وسياحية هامة. سياسة التهميش التي تعرضت لها المنطقة جعلتها تعيش في خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي، لا يبدو على سكانها أي تغيير السوق الأسبوعي لم يتغير باستثناء قيام الجماعة في هذه السنة ببناء حوانيت لا تتعدى مساحتها 3 أمتار مربعة تذكر الساكنة بأيام \"القوسوني\" Consignes التي عانوا من ويلاتها في سبعينيات القرن الماضي، سوق تعرض فيه أدنى حاجيات الساكنة: خضر وفواكه (بأثمنة مرتفعة طبعا) ولحم و قمح وسكر وشاي وزيت .. تتخلله تجمعات لطرح القضايا ومناقشة بعض الأمور ثم يمضي كل واحد لحال سبيله إلى الأسبوع التالي. الساكنة ما تزال تنقل الماء الشروب على الدواب من مصادر (العين) وما تزال تضيء بالشموع والغاز وأحيانا لهب النار . ومن مظاهر هذا التهميش استفحال الأمية والجهل والدليل على ذلك أن الإحصائيات الرسمية تتحدث عن نسبة الأمية تتعدى 73,3 % وتتجاوز 85,3 لدى النساء ومن المؤكد أيضا أن أقل من 0.5% من المتمدرسين فقط هو الذي وصل إلى التعليم العالي مقابل 5% على الصعيد الوطني أي أن فقط 18 شخصا هو الذي استطاع الوصول إلى الجامعة من أصل 3620 نسمة الذي هو عدد ساكنة الجماعة. ونحن على مشارف نهاية سنة 2008 فإن الشأن المحلي ما يزال يدبر بشكل عشوائي وانتخابوي في أحيان كثيرة فإذا كان إجماع الساكنة على أن الطريق هي أولى الأوليات فإن مدبري الشأن المحلي لا يرون الأمر كذلك فقد خصصوا مبالغ مالية لشق مسالك ثانوية جديدة تجاه دواوير بعض الأعضاء وقد أتت عليها الأمطار الأخيرة وتحتاج إلى مبالغ مضاعفة لفتحها من جديد شأنها في ذلك شأن الطريق التي تربط الجماعة بالطريق المعبدة الرابطة بين واويزغت وتيلوكيت. بعض المعطيات عن جماعة تبروشت (إحصاء المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2004): عدد الساكنة: 3620 نسمة (الذكور: 1854، الإناث: 1766) عدد الأسر : 606 اسرة نسبة الفقر : 35,23 (أي أن أزيد من ثلث الساكنة ينفقون أقل من 9 دراهم في اليوم) نسبة النمو : 1,4 73,3 % أميين (الذكور: 61,7، الإناث: 85,3) 99.9 % يتحدثون بالأمازيغية منهم فقط 25,1 % يعرفون الدارجة المغربية. 92,4 يعتمدون على الفلاحة فقط