يقع دوار إزيامن التابع لجماعة ايت ماجدن دائرة دمنات اقليم ازيلال على ضفاف نهر وادي الأخضر بين هضبتي تسلي وازلاك.كان عدد سكانه سنة 1980 حوالي الف نسمة 120 منهم لهم عمل قار باروبا وكانوا يعدون كل صيف لقضاء العطلة بالقرية ، رغم جمال القرية كانت تفتقر الى كل المرافق الحيوية من اجل حياة كريمة ، كانت اولى الطلبات للدولة بداية السبعينات قبل تأسيس الإقليم لكن لم يتحقق منها شي استبشر اهل القرية خيرا بتأسيس الإقليم منتصف السبعينات استقبلهم العامل غشت 1975 على هامش لقائه بالجالية المقيمة بالخارج ووعدهم خيرا وكانت مطالب اهل القرية وقتها مدرسة لتعليم ابنائهم قنطرة وطريق لربطهم بمن حولهم ومستوصف . انتظر اهل القرية خمسة سنوات دون جواب وكانت الأمية قد استفحلت بينهم حيث اقرب مدرسة اليهم كانت مدرسة ايت ماجظن وكانت تبعد ست كيلومترات ذهاب و اياب مع عائق النهر الذي يفصل قرية إزيامن عن المدرسة المذكورة.تشاور اهل القرية فيما بينهم وقرروا بناء المدرسة وفعلوا ذلك سنة 1981 . والتحق 120 تلميذ بقسم التحضيري بذلك الموسم ،في نفس السنة شيدوا مسجد القرية وشقوا الطريق بايديهم التي تربطهم بالطريق الثانوية 304 . لكن مع منتصف الثمانينات اقتنع غالبية السكان ان الرحيل عن القرية سيكون افضل قرار لمستقبل ابنائهم وهاجر كل من له القدرة على ذلك. وبعد جيل من الزمن عن بداية الهجرة نحو المدينة لم يتحقق من مطالب سكان قرية إزيامن اي شيء مازلت المدرسة على حالها دون صيانة ، الطريق كما شقه السكان بايديهم لا يصلح إلا للدفع الرباعي ،المستوصف لم يراى النور بعد ،اما القنطرة فقد شيدها السكان قبل سنتين وفتحوا باب للتبرع امام المحسنين واسطاعوا جمع مائة مليون سنتيم واستغرق العمل فيها شهرين لكن يوم افتتاحها هدمت لانها لم تتحمل قوة مياه النهر ،حتى العمل الفني و الهندسي بخلت به العمالة على السكان.في الاسبوع الماضي كنت في القرية بعد غياب طويل لم يتغير فيها اي شيء جمال الطبيعة ، بساطة الناس . وفي عودتي الى مطار محمد الخامس مررت على سطات و برشيد فرأيت مدينتين مختلفتين عن جيل من الزمن وقلت في نفسي قد يكون ادريس البصري ظلم خلق كثير لكن احسن صنعا في قريته وتمنيت لو ان الفقيه البصري او امين الدمناتي او صالح علابوش .....كانوا على شاكلته.وقبل ولوجي للمطار ظهرت لافتة كبيرة امامي تروج للتنمية البشرية قلت في نفسي اذا كانت التنمية البشرية مشروعا وطنيا حقا فالعالم القروي اولى به حتى يتسنى لنا وقف هذا النزيف وهذه الهجرة الجبرية،قريتي الغالية تقلص عدد سكانها الى النصف لكن المهجرين منها طوعا وكرها مازلوا يطالبون بحق العودة مصطفى ألحيان إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل