استيقظ أهل القرية ذات صباح على وقع اختفائي ، فسمعت مناد ينادي أن لابد من البحث عني ، فرحت أبحث معهم عن نفسي . أحد السكان قال إنه رآني مستقلاً قطار الماضي منذ ساعتين . وحيث أن كان لابد من العثور علي ، استقل أهل القرية قطاراً آخر . عندما سافرت ، كانت معي قطع نقدية قديمة ، واحدة من فئة خمسين فرنكاً والأخرى من فئة عشرين فرنكاً والأخرى من فئة عشر فرنكات والأخيرة من فئة خمس فرنكات . في المجموع سبعة عشر ريالاً ، وهو مبلغ كبير يمكن أن يفي بحاجات كثيرة . في كل مرة أقوم بهذا السفر دون أن يدري بي أحد ، لكن هذه المرة فطن أحدهم وقرروا البحث عني لمعرفة أين أقضي كل هذا الوقت . فأين وجدوني ؟ كنت وسط مجموعة من الأطفال نلعب كرة قماشية صنعناها من بقايا أثواب طلبناها من السي رحال ، خياط القرية . أطفال في الربيع السابع والثامن ، مرتدين ملابس قطنية متسخة ، نتصبب عرقاً وتفوح منا رائحة كريهة . أتذكر أنني أصبت بجرح عميق في إحدى رجلي وجلست أرضاً أمسح عنها الدم ، واحد من أصدقائي اقترح علي التبول على الجرح وسيشفى ، فتركته فعل ، البول يحرق الجروح تماماً مثل الدواء . وعلى إثر إصابتي ، قررنا الكف عن اللعب والعودة إلى منازلنا ورجعنا جميعنا . لكنني فقدت القطع النقدية في مكان ما في زمن الماضي ، ولا زلت أحتفظ بصورها إلى اليوم ، أقترحها على جيل اليوم لأنها أصبحت مثل سائر الأشياء أفكاراً وذكريات من الماضي . ذ. أحمد أوحني إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل