بعد قراءتي لقصتي الأخيرة، توجست خوفا من نشرها، فقد تناولت موضوعا لم يطرح بشكل علني بين كتاب القصة القصيرة ولا الطويلة، وفيها تفاصيل محرجة وقد تربك القراء أصحاب الأخلاق الحميدة!
تذكرت أن بعض الكتّاب والعاملين في مجال النقد الأدبي، عرضوا عليّ (...)
في الأيام الأخيرة، بدأت رجاء تستيقظ من نومها على لهيب ثدييها ودبيب كالنمل يكمش حلمتيها المنتصبتين برشاقة.. استغربت من جسدها الشقي وتساءلت: أيمكن أنني أمر الآن في مرحلة مراهقة وبلوغ كما لو كنت في سن الرابعة عشرة وأنا اليوم على مشارف الأربعين.
شعرت (...)
شعرت بأن مثانتي ستتفجر، بعد أن شربت عدة كؤوس من الماء والقهوة والشاي، فأسرعت صوب المرحاض العام في الفندق، وهناك واجهتني ثلاثة أبواب، علقت فوقها يافطات، تدل كل واحدة منها لمن خصصت، واحدة عليها صورة امرأة والثانية رجل، والأخيرة كرسي للمقعدين، دخلت (...)
آه ما أسعدني! عشش هذا اليوم بين ضلوعي عشقا، مثل أيام العيد وأيام الأعراس أو الطهور أو السنونية، أو أي من هذه المناسبات القروية السعيدة. لم نكن نعرف نحن الأطفال أصل وفصل يوم "خميس الأموات" ومتى يأتي تحديدا ولم نكن ننتظره بشكل عام، لأنه كان يغيب عن (...)
كنت عائدة إلى بيتي بعد مشاركتي في المهرجان السينمائي الدولي في قرطاج.. استذكر اللقاءات العديدة والتشريفات بعد نجاحي في فيلمي الأخير.. رن هاتفي المحمول، إنها شقيقتي، تقول بأن خالتي تريد محادثتي وسألتني متى أكون مستعدة لذلك..
- لماذا؟!
- لقد عُيّن (...)
- أنت مختلس ونصّاب..
- أنا مختلس.. يا حقيرة؟! كيف تتجرئين على اتهامي بذلك، وأنا شيخ البلد، مددت يد العون لكم جميعا، ساعدت أخي في عرسه وأخي الآخر في علمه والصغير في بناء بيته.. وتتهمينني بالاختلاس!
- سألتك مرات عديدة بأن تعيد المال الذي اقترضته مني (...)
لم يسعفها خيالها الضيق- نوعا ما- في اختلاق المبرر الذي ستقدمه لوالدها، حتى يتسنى لها زيارة مدينة حيفا وخاصة بعد أن فصلت من عملها قبل شهرين، وكان عملها هناك يعطيها المبرر الشرعي للذهاب والإياب دون رقيب وحسيب.
اتصل بها "بَسيم" في ساعات المساء، فسيطر (...)
وكأن الله قضى أن تكون حياتها على الأرض، مضطربة وأن تقضي عمرها منحنية الظهر، تحمل عكازها المصنوع من خشب الجوز، فلا تطيق الجدة لطيفة أن تخطو خطوة واحدة دون عكازها، رغم أنها ما زالت قوية البنية ومستقلة في حياتها البيتية ونظرها ممتاز ويمكنها ألا تتكئ (...)
- وجدتها..!!
قالها الكاتب الكبير لصديقه الشاعر.. نظر الشاعر إليه قائلا:
- قصة جديدة؟
- لا.. إنها الشرفة التي من خلالها سأكتب جميع قصصي.
- أية شرفة؟!
- سأطلب من المقاول أن يبني لي شرفة من الجهة الجنوبية لبيتي، تطل على المناظر الطبيعية الخلابة (...)
الجو بارد والموج عالٍ، وقلة قليلة من الناس على شاطئ البحر.. سارتا معًا، لا شيء يعكر صفاءهما سوى صوت وقع الأحذية على إسفلت الشاطئ، ورذاذ الماء المتطاير، الذي يلامس وجنتيهما بنعومة، والريح الخفيفة تخز العيون.. خلا الشاطئ من ضجيج زواره، سوى بعض ممارسي (...)
فجأة ، أصبح لدينا في العمارة شقة للإيجار، كل الشقق يسكنها مالكوها واثنتين مع إيجار طويل الأمد..
حدث ذلك بعد وفاة العجوز اليهودية "أم تسفيكا" التي تسكن في الدور الثاني وانتقال ملكية شقتها إلى ابنها "تسفيكا" وهو الشقيق المدلل والأصغر لثلاث أخوات، (...)
إلى حضرة كارم المحترم
اكتب إليك كلماتي وأنا على عجلة من أمري، أرجو أن تصلك رسالتي وأنت بخير، وتمام التمام كما عهدتك..
أما بعد سأصارحك بالحقيقة: كنت أستشيط غضبا كلما خرجنا معا، وأنت تدّعي أمامي بأنك لا تحمل نقودا، بسبب رسوم دراستك، ومصاريف بناء (...)
كانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساء، حين دخل أحد الكلاب الشاردة إلى المتنزه الذي يقع على الساحل الشمالي/ الغربي لمدينة حيفا.. لم ينتبه إليه أحد من رواد المقهى الذي يتصدر المتنزه، وقد عجت الطاولات والمقاعد بالرواد على الرصيف الواسع المشرف على ضفة (...)
في أواسط شهر آب اللهاب، بدأت السيارات تصل، الواحدة تلو الأخرى إلى مطعم "خبز وسمك" في مدينة عكا، ترجل "توفيق الطويل" من سيارته وكان أول الوافدين، ووصلت بعده "كاميليا" برفقة "نبيلة"، ثم "نادية" و"جورج" و"فيرا" و"خالد" و"مالك" و"صبحية" و"منال" و"سلوى" (...)
لم تلق عليها التحية، جلست "هند " أمامها ونظرت إلى عينيها مباشرة.. ومن نظرتها هذه، توجست "زكية " خوفا.. فهي تعرفها جيدا وتعرف ما هي قادرة على فعله.. ف"هند " تربية يديها.. ومنذ تفتحت على هذه الدنيا وهي تنهل منها شتى أنواع العنف وألوان التهديد (...)
لم أصدق "لطيفة"، عندما قالت لي بأنها لا تستمع إلى نشرات الأخبار ولا تقرأ الأخبار في الصحف، منذ سنوات عديدة!!
- كيف ذلك وأنت أفضل من تحللين الواقع السياسي، وأنت التي كنت مدمنة على الأخبار؟!
لن أقول لكم ما كان الجواب الأول الذي سمعته من "لطيفة"، لكن (...)
تقع مكاتب جريدة "الناس " في الطابق الثالث من العمارة الزجاجية القائمة في وسط البلد، وفي الطابق الثاني، يقع مكتب المحامي "كمال وشركاؤه ".
يوميا، وعندما تصعد الصحفيّة "رشا "- التي لا تحب استعمال المصعد الكهربائي- إلى مكتبها في الجريدة، تلتقي مع (...)
*بيت لحم - "تفانين "- عن "المركز الفلسطيني- بديل " صدر كتاب "بيت بيوت " للكاتبة ميسون اسدي ، وهو عبارة عن قصة للأطفال، وقد صمم الكتاب ورسم صوره الفنان نهاد بقاعي، في قالب جميل وخلاب.
**حول القصة
قصة "بيت بيوت " للكاتبة ميسون أسدي هي القصة الحائزة (...)
**البحث عن قصة
باكرًا، على غير عادتي، استيقظت وقد اجتاحتني رغبة شديدة في الكتابة، لكن جعبتي كانت فارغة من الأفكار.. أخذت أمارس طقوسي الصباحية، ابتداء من الحمام الساخن وانتهاء بشرب قهوتي الساخنة أيضا.. كانت الكلمات تتساقط مع رذاذ الماء على جسدي (...)
كانت "عبلة " توضّب أدراج خزانتها استعدادا للعيد الكبير، فوقع في يدها البوم صور قديم يعود تاريخه لأيام الدراسة، وعندما قلبت صفحاته، أخذت تتذكر أيام الصبا الجميلة.. وتوقفت عند صورة تجمع الشلة: "عبلة" و"تريز" و"مها".. وفورا، اتصلت بهما ودعتهما للقاء، (...)
منيرة 23/8/2000 الساعة العاشرة صباحا
دخلت منيرة إلى الطبيب وقالت له: أشعر بألم شديد في أعلى فخذي الأيسر.
طلب منها الطبيب أن تتمدد على السرير ليعاينها، وبعد التدقيق والتمحيص، قال لها: هذه "حيلة " لا تقلقي..
- وما هذه الحيلة يا دكتور؟!
- هناك (...)
كنت مستلقية على كرسي طبيب الأسنان، فمي مفتوح على ملئه، والطبيب يعمل بلا كلل.. فجأة توقف وسألني: ماذا بك اليوم، لا تركلين برجليك كالعادة، أهو بسبب المخدر أم يدايّ الخفيفتان؟
تناولت كأسا من الماء تمضمضت، ابتلعت ريقي وقلت له: ما زلت أفكر بما قرأته (...)
**الأستاذ نافذ
دقيقا مثل عقارب الساعة كان.. يأوي ويستيقظ من والى فراشه في وقت محدد، يسرح شعره بفرق من اليمين إلى اليسار، ويسبله بمسحة من الزيت، لديه سبع بدلات سوداء وسبعة قمصان بيضاء ومجموعة من ربطات العنق بنفس اللون، وسبعة أزواج من الأحذية السوداء (...)