لقد أخذ الفلاسفة تعريفات مصطنعة للإنسان واعتقدوا أنها الفارق المميز له عن الحيوان، فعرفه أحدهم بأنه حيوان مدني بالطبع، وآخر بأنه كائن عاقل، وآخر بأنه صانع للأدوات والآلات، وآخر بأنه حيوان رامز. فأجلسوه بذلك على عرش الكون وألبسوه كسوة الملك وزينوا (...)
قررت هذه المرة، وأنا المولع بقراءة النصوص الروائية واستثمارها في عملي كمدرس للفلسفة ، أن أخصص حيزا من انشغالي بهم الكتابة، لرواية روائية يبدو فيها أنها تخطو خطواتها الأولى مع هذا الجنس الأدبي السردي، ويتعلق الأمر ب"همسة في آذان الرجال"، أما الروائية (...)
في سابقة من نوعها، وبعيدا عن الفضاءات النخبوية التي أَلِفَتْ إحتضان لوحات الريشة واللون، نظم الفنان محمد الزياني(*) بأحد المقاهي بتنغير معرضا تشكيليا يضم عددا من اللوحات حملت تيمة "الوجود والزمان"، وقد نُظِّمَ المعرض من طرف مجموعة البحث العلمي (...)
مرة أخرى، نريد أن نفكر في منجز اللحظة العربية الإسلامية، كلحظة للتحول التاريخي، من خلال تأمل سؤال معرفي، مفروض أنه يشغل بال العربي، أو يجب أن تحوله العديد من الروافد التواصلية والفكرية، إلى أن يصبح مما يشغل بال المواطنين العرب. وهو السؤال، الذي يمكن (...)
إلى اليوم لا أفهم أي معنى يمكن أن يكتسيه تنظيم مهرجان غنائي في منطقة مثل تنغير تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة ، ومنها أساسا البنيات التحتية من طرق وشبكة لقنوات الصرف الصحي والتطهير ومن مستشفى مجهز بما يلزم من الأطر الطبية والأجهزة والأدوية. (...)
تعد الامتحانات الإشهادية لحظة فارقة ليس فقط في حياة الأفراد أي التلاميذ وأسرهم، بل في حياة الشعوب، إذ بها يرتهن مستقبل ومصير الأمم وهو الأمر الذي يجعلها حساسة في سياسة أية حكومة تصعد إلى سدة الحكم. ونظرا للقيمة القصوى التي أضحت تكتسيها هذه المرحلة (...)
الحق في الإختلاف حق مشروع لأي فرد داخل أي مجتمع، ولأي مجتمع داخل صرح الإنسانية، ويتأسس هذا الحق على ما للآخر من واجبات في إحترام خصوصيات الأنا في العرق والدين واللغة، وحتى في نمط العيش وطريقة التفكير، بألا يثير أي سلوك يحيد عما سائد وشائع في المجتمع (...)
2 - السلب وكينونة الشخص
هذا هي ساحة الإعدام التي يجري فيها السلب بين الأنا والغير في العالم وفي المجتمع، حيث يعدم الآخر وعي الأنا وانبساطه، ويجعله دوما حذرا مما لا تحمد عقباه، ومما قد يحاسب عليه من طرف الآخرين. فلو أن هذا الشخص بالذات صعد إلى ظهر (...)
لقد أحدثت السياسات الحكومية التي سنت منذ بداية الثمانينات، لاسيما مع تطبيق مخطط التقويم الهيكلي، رجات عنيفة في بنية الأسرة وفي وظائف القيم التي تدبرها وتدبر المجتمع، فقوضت الدعائم الإقتصادية المؤمنة لحاجيات الأسرة، والداعمة لسلطة الأب ولقدرته على (...)
دواعي القلق
هناك الآن أكثر من سبب يدعونا إلى القلق إزاء ما يعتمل في المجتمع المغربي من ظواهر تقض مضجع كل مغربي كإنسان لم ينسلخ بعد عن آدميته، ويخشى على مستقبل بلده وعلى مصير أجياله وقيمه. وأخطر هذه الظواهر التي صار السؤال حولها بشكل ملح مجديا (...)