"زمنك النفسي، أيها الإنسان، فصلك عن حقيقتك، وأخضع قلبك لمحسوساتك، فشق عليك أن تعقل ما لا تلمسه، وإن عقلته فلا أثر. فإن رمت الحق، أي؛ الله، وجب كسر قيد القلب المقيد، لأن الأول؛ الله، لا يحده شيء؛ (وسع كرسيه السماوات والأرض)، والثاني؛ القلب، قيدته (...)
تمهيد:
الاستغراب في الميدان الاجتماعي أضخم من أن يحاط به، والمستغربون في هذا الباب يصعب عدهم، وإنما وقع الاختيار على الدكتورة فاطمة المرنيسي لاعتبارين: أولهما لأنها كاتبة امرأة، ومنذ البداية كنت أود أن يضم بحثي هذا عنصرا نسويا. ثانيهما لأن هذه (...)
في مطلع الستينيات من القرن العشرين الميلادي عرفت الهجرة العمالية العربية تدفقا كبيرا وإقبالا واسعا على أسواق العمل في مختلف المدن الأوربية الرئيسة، خاصة بعد عقد المعاهدات المتعلقة بهذا الشأن بين الحكومات الأوربية وكثير من الحكومات العربية. لقد كانت (...)
كيف يستطيع المسلم أن يحيا حياته الدنيوية ويتمتع بها دون غفلة عن الآخرة أو تضييع لها ؟
الجواب
يستطيع المسلم أن يعيش في دنياه جامعا بينها وبين الآخرة؛ عن طريق ضبط علاقته بالأشياء المادية والمعنوية، وذلك انطلاقا من الشريعة الاسلامية، وأهدافها، (...)
الزواج سنة حميدة وعظيمة دعا إليها الشرع الحكيم من خلال كلام العزيز العليم، وحث عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في كثير من الأحاديث الشريفة. وشُرع الزواج لغايات جليلة كثيرة ومتنوعة، منها؛ بناء الأسرة، والحفاظ على النسل الطاهر، وتكثير سواد (...)
ولدي الغائب؛
ها أنا ذا مريض طريح الفراش، بعد أن خارت قوتي واشتعل الرأس شيبا.
لم تزرني منذ سنوات، وحيل بيني وبين ذراعيك؛ إذ كنت تضمني إلى صدرك فور قدومك خلال عطلة الصيف.
آهٍ! كم كنتُ سعيدا وأنت تحدثني عن آمالك وأحلامك، وعن مشروع التجارة في بلدك (...)
إن الإنسان يعتبر جزءا لا يتجزأ من هذا الكون العظيم، ولذا فإن مفهوم التسبيح الذي يشكل القانون والمنهج الجوهري الذي تنتظم فيه كل المخلوقات انطلاقا من قوله تعالى "يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض"، يعبر عن الخاصية الذاتية لهذه المخلوقات، وبالتالي (...)
جمعني بمكة المكرمة قبل ست سنوات، لقاء بشابين طالبين باحثين فاضلين: عبد الله الغامدي، وعُبادة الكيلاني. وبينما نحن نتحدث في موضوع الإيمانيات، إذ توجهت بالكلام إلى عبادة قائلا:
ما أجمل "عبادة" أهل الجنة !! فرد علي: لا عبادة في الجنة.
فقلت: يا عبادة؛ (...)
قبل سنتين، نشرت شريط فيديو تحت عنوان: "مقرر الفلسفة في المغرب وأثره في انتشار الإلحاد بين التلاميذ "، حيث تناولت موضوع التأثير السلبي لأفكار فلاسفة أوربا في عقول تلاميذ مستوى الثانوي، مما يؤدي إلى إحداث بعض الشكوك على مستوى العقيدة والهوية الدينية. (...)
إن الله سبحانه وتعالى من خلال قصص الأنبياء، ومن خلال الأحداث والوقائع الاجتماعية التي مرت بها الأمم، يشير إلى ما يسمى بالسنن الإلهية؛ وهي سنن اجتماعية ونفسية تعيشها الأمم على مر العصور.
هذه السنن مرتبطة بحياة الإنسان، ولا يمكن لهذا الإنسان أن يخرج (...)
المعرفة الأفقية هي التي عرفها ومارسها اليونان، ويعرفها ويمارسها الغربيون المعاصرون، ومن قلدهم ودار في فلكهم.
والمعرفة الأفقية العمودية المتقاطعة؛ هي التي تشكل العمود الفقري للفكر الإسلامي ولحضارة المسلمين.
إن المعرفة الأفقية تعتمد في بنائها وتصورها (...)
إذا كانت مؤسسة الزوايا بالمغرب قد حظيت بالعناية والرعاية على عهد المرينيين والسعديين، بسبب دورها الاجتماعي والثقافي والجهادي، مما أكسبها تفردا وقوة وتأثيرا في طبقات المجتمع المغربي، فإنها ستعرف بعد ذلك، تقهقرا وتراجعا تدريجيا على جميع المستويات. (...)
نشرت وسائل الإعلام والمنابر الإلكترونية وصفحات الفايسبوك، خلال هذه الأيام ما يمكن نعته ب"حمى العلاقات الرضائية" !!. وهذا الموضوع من الموضوعات المرتبطة بالحريات الفردية كما يفهمها ويتصورها أعضاء جمعية حقوق الإنسان بالمغرب، وغيرها من الجمعيات الحداثية (...)
التحليل النفسي هو طريقة في العلاج النفسي اكتشفها أو ابتدعها الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، أثناء علاجه لبعض المرضى النفسانيين.
ثم إن هذا التحليل النفسي غدا علما، وانتشر واتسع مجاله وفضاؤه، بحيث تسربت مفاهيمه ومصطلحاته وفلسفته إن صح التعبير، في شتى (...)
عالم الدين والشرع لا يكون موصوفاً ومتخلقاً بالربانية حتى يكون عاملا بما علم؛ أي أن تتحقق لديه مطابقة بين علمه وعمله. بل لا يسعه، بعد حصول تلك المطابقة إلا أن يكون كذلك. لأن العلم الرباني عندما يسري في كيانه، ويجد حلاوته في قلبه، يدفعه إلى العمل به (...)
لا يخفى على الإنسان العاقل وجود تفاعل دائم بين العوامل الداخلية والعوامل الخارجية، سواء تعلق الأمر بالمجال المادي الطبيعي أو المجال الاجتماعي. والمتأمل في الموضوع، يدرك أن سائر الأشياء الطبيعية المادية وكل الظواهر الاجتماعية، لديها مقومات وعناصر (...)
كثيرا ما تكون بعض الأخلاق والصفات البشرية سببا في تعاسة الإنسان وحرمانه من الخير والسعادة. ولعل من بين هذه الأخلاق؛ خُلُقُ الكِبْرِ. ذلك أن المتكبر يصعب عليه إقامة تواصل طبيعي وبنَّاء مع محيطه الاجتماعي، لأن الناس ينفرون منه ولا يتعاملون معه إلا (...)
على إثر نشر تدوينة صغيرة في صفحتي التواصلية، هذا نصها:
"إن الابتلاءات والاختبارات الإلهية تستوجب مراجعة النفس ومحاسبتها؛ أي ممارسة التطهير الروحي والتزكية النفسية. والنفس عندما تئن تحت وطأة الخوف والقلق، تغدو مهيأةً لقبول المواعظ والنصائح، والرسائل (...)
مما لا شك فيه أن قراءة القرآن رحمة وشفاء لما يختلج في القلوب والصدور من القلق والهموم والوساوس والمخاوف. قال الله سبحانه وتعالى:"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" (الإسراء 82). ثم إن كثيرا ممن أنعم الله عليهم بحب القراءة والاطلاع، منكبون، (...)
من معاني العقل؛ المنع لأنه يمنع صاحبه من فعل ما يتنافى مع فطرته أو يؤذي إنسانيته. فمن كانت تصرفاته أي؛ أفعاله وأقواله وسلوكاته منسجمة مع الفطرة ومطابقة للمصلحة الإنسانية كما أمر الله وبينت سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو العاقل.
ومن انحرفت تصرفاته (...)
لقد كانت سنة 1389هج 1970م، سنة حاسمة في حياتي وبداية عهد جديد يتسم بحب العلم والمعرفة، لم تلبث أن ظهرت آثاره في دراستي بثانوية القاضي عياض بتطوان.
كان عدد الحاضرين في الجلسة العلمية بمقصورة مسجد العيون، يقارب العشرة، وقد جلسوا على الحصير يستمعون إلى (...)
تعتبر الحرية من المفاهيم والموضوعات النفسية والفلسفية التي شغلت عقول الفلاسفة، وعلماء النفس والسياسة والقانون، زمنا طويلا. ولم يحصل إلى الآن، اتفاق بين هؤلاء الفلاسفة والعلماء، على تعريف موحد جامع مانع لمفهوم الحرية، لأن كل واحد منهم ينطلق من تصوره (...)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه،
لقد كانت سنة 1389ه؛ 1970م، سنة حاسمة في حياتي، وبداية عهد جديد يتسم بحب العلم والمعرفة، لم تلبث أن ظهرت آثاره في دراستي بثانوية القاضي عياض بتطوان....
كان عدد الحاضرين في الجلسة العلمية يقارب (...)