تعتبر اللغة من بين أهم الأدوات المعتمدة في التأهيل المعرفي والمجتمعي، وكذلك في شحذ الهمم، وتبسيط مسطرة تشكيل التكتلات، فضلا عن فرز التيارات المتناحرة في أوساط الشعوب الناطقة بها، من أجل هندسة مخططات التحالفات والتجييش التي من شأنها تكريس غلبة فئات (...)
تتكالب، دون هوادة، لعبة تفجير الزوابع العدوانية داخل مسكن العربية الفصحى، بما لا يتسع معه المجال لإدارة أي نقاش عقلاني ومسؤول حول ما قل ودل من إشكالياتها، علما بأن عدوانية تفجير الدوامات ذات الطابع التضليلي تقليد قديم، درجت على توظيفه ثلة من (...)
بين مفترقِ الغُيوم
عندَ سَطيحةِ مقهى القمرْ
هذا الملاذ الذي
لا عِلمَ لنا بِمن سيكتبه
أو سيمحوه
قلنا
ماذا لو استرحنا قليلا
لنُلقي بغربة الفنجان
أو
بما لم نُدَوْزِنْهُ بعدُ من ضوء القصائد
في هَدْأَةِ النسيان
هكذا
وبعد هنيهة
و كما لو أننا على عَجَلٍ من (...)
الفقيه الذي يهمنا في هذا السياق،غير مقيد بإطار تاريخي معين، أو بمكان جغرافي معلوم ،لأنه رمزٌ لهوية مركبة تحيلنا على مواكب الفقهاء الذين تستمر الأزمنة في مراكمتهم ، منذ فجر الرسائل السماوية إلى الآن، بمختلف انتماءاتهم الجغرافية والعرقية .
من بين (...)
إذا كانت مسارات»الآخر» ، هي نتاج تفاعل كافة الأنواع الفنية والأدبية المتواجدة في المشهد الثقافي، والمؤطرةعادة بمنظوماتها الفكرية والنظرية، إلى جانب كونها مدعمة ببنياتها المؤسساتية، التي تستقطب اهتمام الفضاءات العامة والخاصة، فإن المسارات المحلية (...)
إننا حينما نكتب نكون بصدد محو التحريفات والتشوهات التي سبق لها أن تسللت إلى دواخلنا، إن الاهتداء إلى عمق دلالة ما،لا يكون بمحض الصدفة، ولكن عن طريق الحدس باحتمال وجود شيء ما هناك.
بدل الاسترسال في تعقب ما لا ينتهي من أشكال المحو ومستوياته ، سنبادر (...)
يمكن القول إن الرؤية الكونية في أبعادها العامة، و بانسجام تام مع نزعتها المركزية، الموغلة في تسلطها المضمر أو المعلن، معنيةٌ بإخضاع هوية العالمِ لقوانينَ منفصلةٍ تماما عن قوانين الخصوصية اللصيقة بهويات الشعوب.
بالنظر إلى تجذر حالة الهوس الحداثي في (...)
لسنا هنا بصدد مقاربة أكاديميةٍ لمفهوم التحول، بما هو تعبير عن مجمل التغيرات التي تطرأ على بنية ما، طبيعية كانت اجتماعية أو ثقافية ، على امتداد مراحل تطورها أو انتكاساتها، حيث لن نكون في هذا السياق مجبرين على التقيد بالمرجعيات النظرية التي يعود لها (...)
على الرغم من تعدد المسارات المفضية إلى زمن الكتابة، إلا أنها تظل قابلة للتأطير ضمن مسارين أساسيين، أحدهما معلوم، والآخر مجهول، مع مراعاة عامل النسبية في المفهومين معا، حيث تنعدم خاصية الصفاء، سواء داخل عراء الضوء، أو في عمق حميمية العتمة، وحيث ما من (...)
لا تُسلم الحقائق مفاتيحَ أسرارها للفضول المعرفي، إلا من خلال تداخل وتقاطع أنساقها مع غيرها من الأنساق، التي تبدو لغير المهتم ،مستقلة بمساراتها وبمنهاجيات عملها .والحال أن ما من نسق إلا ويشتغل ضمن الإيقاعات التفاعلية والمتشابكة ،الصادرة عن أنساق (...)
الشك هو أيضا من ضمن العناصر التي تمارس تفكيكها العنيف على الحقيقي، فالارتياب من مصداقية الشيء الناتج عن حضور شبهة ما ، بسبب حدوث تماه مع حالات مماثلة ، أو بسبب تضاعف الحاجة إلى الحذر من أجل توخي الحد الأقصى من التقنين و التأطير، يؤدي حتما إلى تفاقم (...)
ثمة دائما حاجةٌ ماسةٌ إلى مساحات إضافية من الإنصات، بما هي مساحة تفاعلية، تتشكل بموجبها بعض من ردود أفعالك الفكرية أو السيكولوجية، والتي تعتبر عاملا أساسيا في تحديد طبيعة حضورك أمام قول ما، ذاتٍ، أو حضورٍ آخرَ معززٍ هو أيضا باحتمالاته المتوقعة أو (...)
أصبح المعنى الوحيد القابل للتأويل والفهم، هو المادة المُعدَّة شكلا ومضمونا لقوة استهلاك و استنفاد شاملين، لا يستدعيان حضور أية مبادرة فكرية ومعرفية، بفعل هيمنة الرؤية التبسيطية لأشياء العالم، والتي لم تعد تسلم منها أغلب الفضاءات التي كانت من قبلُ (...)
من المؤكد أن الممارسة الاستحواذية على العالم، هي التجسيد المضاد للرؤية الحالمة واليوتوبية التي تتطلع ولو على سبيل الاستيهام إلى الإقامة في بيت مشترك، حميمي اسمه العالم. ولربما تكون فكرة فلاسفة الحداثة حول الإقامة فيه، تنطلق من فكرة تعميم الحق في (...)
من الواضح أننا لسنا بصدد إثارة إشكال ثانوي عابر، أو ظرفي، باعتبار أن ظاهرة النهب ومنذ فجر الإنسانية، اقترنت بالأفراد كما بالجماعات، حيث تعددت وتنوعت قطاعاتها وفضاءاتها ، بتعدد وتنوع مجالاتها و اختصاصاتها، فكل قطاع له أنساق نهبه الخاصة به ، مما يجعل (...)
تندرج قوانين الكتابة الشعرية، شأنها شان أية ممارس إبداعية، ضمن القوانين الطبيعية لعملية التحويل، التي تخضع لها العناصر على امتداد صيرورتها التفاعلية ، سواء مع أشباهها أو أضدادها، من خلال انزياحاتها المتتالية عن هيئاتها المتعارف عليها، وتقمصها لهيئات (...)
تتأكد ملحاحية التخييل، حينما تضيق إمكانية تعايش الذات مع واقعها، حيث تتصاعد الرغبة في إبداع ما يتعذر رؤيته ومعايشته، أي حينما تنتفي إمكانية العثور على الاختيارات التي تتفاعل معها أسئلة الذات. وخلافا لذلك، فإن الواقع حينما يكاشف الذات بثراء ما يمتلكه (...)
من الممكن إخضاع النصوص القديمة، بمجموع ما يندرج فيها من مفاهيم، إلى تأويل جديد، يتيح لها إمكانية التماهي، مع النصوص المتداولة حاليا. و هذا النوع من التأويل، الذي يأخذ شكل (تقويل)، يمكن أن يشحنها بطاقة تجديدية، تساهم في استعادتها بصيغة انبعاث دائم (...)
ثمة الكثير من التحولات التي تغرينا بالحديث عن نهاية الرؤية التقليدية للزمن التخييلي، على أساس هيمنة الزمن الافتراضي وملحقاته، حيث لا مناص-في السياق ذاته- من التساؤل، عن مدى تأثير هذه النهاية أيضا، على آلية اشتغال التجريد بكل مستوياته العلمية (...)
ثمة أكثر من مناورة للدنو من دلالات المحو، والتي يمكن مؤقتا إيجاز منطوقها، في الذهاب بالشيء إلى تخوم العدم. هذا الشيء الذي كان أمامنا، ومنذ هنيهة فقط، الشيء الذي سبق لنا أن دوَّنَّاه قبل أن يحتجب في زمن انمحائه، أي ذاك الذي سبق لنا أن حاولنا تظهيره (...)
في البداية، تجب الإشارة إلى أن الغامض هنا، متناول في أفق دلالي متسم برحابته الكفيلة باستضافة مفاهيم محايثة، على غرار المحتجب، المتخفي، واللآمرئي، وطبعا ضمن علاقته العضوية بالنصوص ذات الخصوصية الجمالية، والفكرية، بما يجعله سؤالا إشكاليا، يستمر في (...)
بالعودة إلى بعض النصوص الإبداعية والفلسفية القديمة، والأكثر حضورا في ذاكرة الثقافة الإنسانية، والتي يعتبرها المختصون، نصوصا تأسيسية واستثنائية، بالنظر لاعتمادها في مقارباتها على سلطة العقل، فإننا نواجَه بغير قليل من الأسئلة، التي لا تلتزم بأي ولاء، (...)
ثمة هوة سحيقة تفصل بين النص الثابت، وبين النص المقيم في عنف إيقاعه الحركي، مع التأكيد بأن عملية التثبيت تكشف عن طاقاته المستترة، كما أنها تكشف عن تعدد ما يختزنه من احتمالات تسمح باكتشاف تخومه اللامرئية، وأيضا بإغراء التأويل.
إن الفعل التأويلي (...)
مهما أمعنت الكتابة في افتتانها بجمالياتها، فإنها تظل وفية لإشكالية تلك العلاقة القائمة بين الوجود، بوصفه التعبير المجازي عن جَمْع ما، طبيعي أو بشري، مادي أو رمزي، وبين الذات المنذورة - في حكم هذا الجمع- إلى أحاديتها وفردانيتها القاسية، وهي علاقة (...)
في ما يخص القضايا المقترنة بسياقاتها الاجتماعية أو السياسية، ذات البعد الكلي والشمولي، والحريصة على احتلال مواقع الصدارة، من اهتمامات الفضاءات العامة، يبدو الحديث عن التفاصيل، أمرا جد ثانوي وعابر، يقتصر فقط على ما هو مؤقت و كمالي، وأيضا، على ما يقع (...)